مدخل إلى علم العقيدة

0

مدخل إلى علم العقيدة



العقيدة:


العقيدة لغةً:
 مأخوذة من العَقْد، وهو الجمع بين أطراف الشيء على سبيل الربط والإبرام والإحكام والتوثيق، ويستعمل ذلك في الأجسام المادية، كعقد الحبل، ثم توسع في معنى العقد فاستعمل في الأمور المعنوية،كعقد البيع وعقد النكاح . وقد ذكر المعجم الوسيط أن العقيدة: هي "الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده، ويرادفها الاعتقاد والمعتقَد.. وجمعها عقائد" المصباح المنير (2/421)، والقاموس المحيط ص383، 384، ولسان العرب (9/309-312).
 أما العقيدة في اصطلاح علماء التوحيد فهي "الإيمان الذي لا يحتمل النقيض" ، ويلاحظ اقتراب أو تطابق المعنى اللغوي والاصطلاحي لكلمة العقيدة.
 وهي عند علماء العقيدة :   الإِيمان الجازم الذي لا يتطرَّق إِليه شك لدى معتقده فكأن العقيدة هي العهد المشدود والعروة الوثقى ، وذلك لاستقرارها في القلوب ورسوخها في الأعماق .
تعريف العقيدة الإسلامية   يتضمن ثلاثة أمور:ــ
 1ــ هي الإِيمان الجازم بربوبية اللّه تعالى وأُلوهيته وأَسمائه وصفاته ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره ، وسائر ما ثَبَتَ من أُمور الغيب ، وأصول الدِّين ، وما أَجمع عليه السَّلف الصَّالح ، والتسليم التام للّه تعالى في الأَمر ، والحكم ، والطاعة ، والإتباع لرسوله .
   2ـــ العقيدة الإسلامية هي كل خبر جاء عن الله أو رسوله يتضمن خبراً غيبياً لا يتعلق به حكم شرعي عملي .
 3ـــ العقيدة الإِسلاميَّة عند إطلاقها هي عقيدة أَهل السُّنَّة و الجماعة ؛ لأنَّها هي الإِسلام الذي ارتضاه اللّه دينا لعباده ، وهي عقيدة القرون الثلاثة المفضَّلة من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإِحسان إلى يوم الدين
خصائص عقيدة أهل السنة والجماعة
أولاً: الربانية:
فأهل السنة لا يقبسون عقيدتهم إلا من مشكاة النبوة، قرآنًا وسنة.
 فلا عقل ولا ذوق ولا كشف...؛ بل هذه الأمور إن صحت كانت معضدة لحجة السمع.
فالوحي هو الأصل المعتمد في تقرير مسائل الاعتقاد، قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: "ولا ينصبون مقالة ويجعلونها من أصول دينهم وجمل كلامهم، إن لم تكن ثابتة فيما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ بل يجعلون ما بُعث به الرسول من الكتاب والحكمة هو الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه"
ثانيًا: التوقيفية:
المراد بالتوقيفية شرعًا عند الإطلاق أمران:
الأول: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أوقف أمته على حقائق العقيدة الإسلامية بحيث لم يترك من تفاصيلها شيئًا إلا بيَّنه، وهذا المعنى من ضرورات إكمال الدين الذي أخبر الله تعالى عنه بقوله: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً }{المائدة: من الآية3}؛ إذ العقيدة هي أهم ما في الدين.
الثاني: حبس اللسان عن الكلام في العقائد الإسلامية إلا بدليل هاد من الكتاب والسنة. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} {الحجرات:1} . قال ابن عباس: " أي لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة"  وقال مجاهد: "لا تفتئتوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقضيه الله على لسانه "
"فلابد من الالتزام بالكتاب والسنة ومعقولهما لفظًا ومعنى.
ثالثًا: الغيبية:
   الغيب هو ما غاب عن الحس بحيث لا يُرى، ولا يُشَم، ولا يُلمَس، ولا يُذاق، ولا يُسمَع؛ إذ الحواس الخمس هي نوافذ العقل وطرقه في الحصول على المعلومات    ولذلك فإن ما غاب عن هذه الحواس لا يمكن إدراكه إلا عن طريق قياسه على المشاهد المحسوس أو بالنقل والخبر الصادق.
ولما كان الإيمان بالغيب واحدًا من الركائز الكبرى والأصول العظمى في هذه العقيدة، حيث إن كثيرًا من أصولها وأركانها يقع في نطاق الغيب، كان من المناسب أن يبتدئ الباري I كتابه العزيز بذكر هذه الركيزة كخاصية من خواص المؤمنين اللازمة، وصفة من صفاتهم البارزة،
قال تعالى:{الم – 1- ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ – 2 - الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}{البقرة:1-3}.
رابعًا: الشمولية:
الشمولية هي  شمولها للتصور الكامل للقضايا الكبرى التي ضل في تصورها كثير من الناس،  وشمول هذه العقيدة لحياة المسلم من جهاتها المختلفة، بحيث تكون هذه العناصر تكمل بعضها بعضًا في تحقيق مفهوم كامل لعقيدة الإسلام.
خامسًا: التوازن والوسطية:
إن التوازن بين الأمور المتقابلة والتوسط بين الأطراف المتباعدة من أظهر خصائص العقيدة عند أهل السنة والجماعة، "والصور التي تأتي شاهدًا على هذا التوازن تعزُّ على الحصر، فإن كل ما في العقيدة الإسلامية ناطق بهذا التوازن الدقيق... ومن ذلك:
التوازن بين ما يتلقاه الإنسان عن طريق الوحي وبين ما يتلقاه عن طريق وسائل الإدراك البشري.




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

جميع الحقوق محفوظه © الدراسات الإسلامية