دروس علم الصرف

0
دروس في شرح علم الصرف للمبتدئين سهلة وواضحة





الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد..
فإن علم الصرف من أجل العلوم قدر، وأكثرها للناس نفعا، ولا غنى لطالب فهم القرآن والسنة عنه.

وقد اعتاد علماؤنا في بلدنا تدريس المتن الموسوم بالبناء لطلاب العلم، ورأيت أن أهذبه وأزيد عليه بعض المباحث التي تمس الحاجة إليها، ثم أقوم بشرحه وتسهيله.
والله أسأل أن يفتح علينا في هذه الأيام الطيبات المباركات، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل وأن يقينا شر أنفسنا وشر خلقه هو حسبنا ونعم الوكيل.

( الدرس الأول )

مقدمة

الصرف: قواعد يعرف بها تغيير بنية الكلمة لغرض معنوي أو لفظي.
وفائدته: صون اللسان عن الخطأ في الكلمة، وفهم القرآن والسنة.
بمعنى أنَّ الكلمات العربية تحدث فيها تغييرات متعددة، من حالة إلى أخرى تناسب المعنى المقصود.
لاحظْ معي هذه الكلمة ( الضَرْب ) تجد معناها معروف وهو إيقاع شيء على شيء، ثم تُحَوَّل تلك الكلمة إلى صورة أخرى وهي: ( ضَرَبَ ) ومعناها حدوث الضرب في الزمن الماضي، وتحول إلى: ( يَضْرِبُ ) فتدل على المضارع وتحول إلى :( اِضْرِبْ ) فتدل على الأمر، وتحول إلى :( ضَاْرِب ) فتدل على من صدر منه الضرب، وتحول إلى: ( مَضْرُوْب ) فتدل على الشخص الذي وقع عليه الضرب، وتحول إلى ( مِضْرَب ) فتدل على آلة الضرب.
فتجد أن هنالك مادة مشتركة بين هذه الكلمات وهي حروف ( ض- ر- ب ) وتجد كل كلمة لها بنيتها وصورتها وصيغتها الخاصة بها أي حركاتها وسكناتها وعدد أحرفها فمثلا صيغة ضَاْرِب، تختلف عن صيغة ضَرَبَ أو يَضْرِبُ أو مَضْرُوْب، فالضاد فيه مفتوحة، والراء مكسورة، وبينهما الألف الساكنة فتميزت عن البقية.
وكذلك قل في عَمَلٍ- عَمَلَ- يَعْمَلُ- اِعْمَلْ- عَامِل- مَعْمُوْل- مَعْمَل ونحوها مثل الكتابة،والجلوس،والصناعة. 
فعلم الصرف يعطيك القواعد التي تتمكن بها من تحويل الكلمة من صيغة إلى أخرى لتحصل على معان جديدة. فيعملك مثلا أن المضارع يشتق ويؤخذ من ماضي ضرب، وكتب، وسجد ونحوها بزيادة أحد أحرف أنيت وتسكين الحرف الذي يليها مثل: ضَرَبَ .. يَضْربُ، كَتَبَ.. يَكْتبُ، سَجَدَ.. نَسْجدُ،وهكذا.
فأول وظيفية لعلم الصرف تعليم القواعد التي تنتج بها الكلمات المختلفة على حسب المعنى الذي تريده.
وأما الوظيفة الثانية فهي البحث عن التغييرات التي تحصل في الكلمة لغرض لفظي لا معنوي أي لا يراد بها تحصيل معان جديدة. لاحظْ معي هذه الكلمات: ( رَدَّ- سَدَّ- مَدَّ- عَدَّ ) تجدها أفعالا ماضية ولكنها تختلف عن البقية نحو ضَرَبَ- كَتَبَ- ذَهَبَ، والذي حصل فيها هو دمج حرفين في بعضهما فأصل ردَّ هو رَدَدَ، فوجدت العربُ ثقلا في النطق بسبب تكرير حرفين متماثلين فجعلت الحرفين المتكررين حرفا واحدا مشددا فصار رَدَّ، وكذلك البقية وهذا ما يسمى بالإدغام وهو دمج الحرفين في بعضهما وجعلهما حرفا واحدا مشددا، فهذا النوع من التغيير أعني التغيير من رَدَدَ إلى رَدَّ يسمى تغييرا لفظيا لأن الداعي له هو التخفيف وتسهيل النطق وليس تحصيل المعاني الجديدة، فاتضح أن علم الصرف يدرس ويبحث في نوعين من التغييرات في الكلمة: ( المعنوية واللفظية ).
وبه يظهر جليا فائدة دراسة الصرف لأنه يصون اللسان عن الخطأ في نطق الكلمات فإذا أردت أن تأتي بالأمر مثلا مِن يَضْرب قلتَ ( اِضْرِبْ ) ولم تقلْ ( ضَرَبْ ) مثلا لأنك تعرف الصياغة الصحيحة للأمر وإذا أردتَ أن تدل على الشخص المضروب قلتَ ( مَضْرُوْب ) ولم تقل( مُضَارِب ) مثلا لأنكَ تعرف الصياغة الصحيحة للكلمة.
وكذلك إذا قلتَ مدَّ زيدٌ رجلَه، فقد أصبتَ وإذا قلتَ مدَدَ فقد لحَنتَ لأن الإدغام هنا واجب.
وكذلك هو يعين على الفهم الصحيح لكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم؛ لأن لكل صيغة معنى مستقلا فإذا لم يعرف القارئ معاني تلك الصيغ فلن يفهم النصوص بشكل صحيح.
مثال: قال الله تعالى: ( إنَّ للمتقينَ مَفَازاً ) فقد يخفى ما معنى المفاز، فإذا رجع إلى علم الصرف علمت أن هذه الصيغة اسم مكان فالمعنى إنَّ للمتقين مكانا للفوز وهو حدائق الجنة. 
مثال آخر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مَن تَسَمَّعَ حديثَ قومٍ وهو له كارهونَ صُبَّ في أُذُنَيْهِ الآنُكُ يومَ القيامةِ ) رواه البخاري، والآنُكُ هو الرصاصُ المذابُ، فقد يتحدث اثنان بينهم سرا ويمر شخص لا يحبون أن يسمع ما يقولونه، فيصل إلى سمعه حديثهم، فيُظنُّ أن الحديث قد انطبق عليه وقد وقع في الوعيد، والحقيقة ليس الأمر كذلك لأن صيغة ( تَسَمَّعَ ) تختلف عن ( سَمِعَ ) فالأولى تقتضي التكلف أي السعي في تحصيل السماع بأن يذهب يتجسس على حديثهم فهذا هو محل الوعيد بخلاف غير الساعي بذلك وهذا الفرق عرفناه بعلم الصرف. 
والفرق بين النحو والصرف هو أن النحو يبحث في حال آخر الكلمة مما يحدث بسبب العامل كجاءَ زيدٌ ورأيتُ زيداً ومررتُ بزيدٍ فصارت الدال محلا للتغيرات على حسب ما يقتضيه العامل فعلم النحو لا يبحث إلا في الحرف الأخير، بخلاف الصرف فهو يبحث في أوائل وأواسط الكلمات مثل ضرب فهو يهتم بحركة الضاد وحركة الراء وبتقلبات الكلمة كيَضْرِب أو ضَارِب ولا علاقة لعلم الصرف بالعامل فتغييراته تحدث من غير عامل يطلبها ولهذا فالنحو يتعلق بالكلمة في حال تركيبها في الجملة،والصرف يتعلق بنفس الكلمة المفردة قبل أن تدخل الجملة.
فالخلاصة هي أن علم الصرف هو قواعد يعرف بها تغيير صيغة الكلمة لغرض معنوي أو لفظي، وأن مراعاة قواعد الصرف تحفظ اللسان عن الخطأ في صياغة الكلمات وتعين على الفهم السليم للكتاب والسنة.

( أسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما هو علم الصرف ؟
2- ما هي فائدة دراسة علم الصرف ؟

3- وضح كيف أن الصرف يكشف المعنى المراد ؟ 
**********************
( الدرس الثاني )

الكلمة

قد علمتَ أن الصرف هو قواعد يعرف بها تغيير بنية الكلمة لغرض معنوي أو لفظي، وفائدته صون اللسان عن الخطأ في الكلمة، وفهم القرآن والسنة.
والكلمة هي: اللفظة الواحدة الدالة على معنى. مثل: زيد.
وهذا اللفظ الذي تنبني منه الكلمة نجده لا يخلو من أمرين:
1-حروف.
2- علامات.
فالحروف تسعة وعشرون حرفا هي: ( أ- ب - ت - ث - ج - ح- خ - د - ذ - ر - ز- س - ش- ص - ض -ط - ظ - ع - غ - ف - ق - ك - ل - م - ن - هـ - و - ا – ي ) وتسمى حروف الهجاء وحروف المبنى.
وتنقسم هذه الحروف إلى قسمين: حروف علة وهي: ( و- ا – ي )، وحروف صحيحة وهي بقية الأحرف.
وأما العلامات فهي: الحركات: ( ُ- َ - ِ )، والسكون ( ْ )، والتنوين ( ٌ- ً -ٍ ).
وصوت التنوين كصوت النون الساكنة فزيدٌ يلفظ هكذا زَيْدُنْ.
وعند كتابة الكلمة ورسمها بالقلم نحتاج إلى ضوابط تعبر عن كيفية نطق الكلمة وهي:
أ- الشدة وترسم هكذا ( ّ ) وهي تعني وجود حرفين متماثلين أولهما ساكن والثاني متحرك يتم دمجهما في النطق بأن ينطقا دفعة واحدة مثل رَدٌّ فالشدة فوق الدال تعني أن الأصل رَدْدٌ ثم تم دمج الدالين معا ووضع لهذا رمز الشدة.
ب- المدة وترسم فوق الألف هكذا ( آ ) وهي تعني همزة تتبعها ألفٌ مثل: آمَنَ= أَاْمَنَ، ومثل آدَم= أَاْدَم فمجموع عدد الأحرف يكون 4.
ج- الوصل ويدل على إسقاط الهمزة تلفظا في أثناء الكلام، وترسم هكذا (ﭐ- ا) أي على صورة الألف من غير وضع ( ء ) مثل: اذهبْ فهذه الهمزة التي في أول الكلمة تسمى همزة وصل؛ فإذا ابتدأ النطق بها ولم تصلها بحرف قبلها نطقت بها همزة مكسورة ( اِذهبْ ) ولكنك إذا وصلتها بحرف قبلها سقطت من النطق مثل وَاذهَبْ تنطقُ هكذا وَذْهَب فلا يكون لها أي وجود في اللفظ وإن وجدت في الكتابة.
د- القطع ويدل على أن الهمزة يتلفظ بها دائما سواء ابتدأ بها أو وصلت بحرف قبلها وترسم هكذا ( ء ) مثل أَكْرِمْ فينطق بها همزة مفتوحة، وإذا قيل وَأَكْرِمْ لم تسقط الهمزة في النطق.
ثم إن الكلمة تنقسم إلى ثلاثة أقسام: اسم، وفعل، وحرف: مثل زيد، وضربَ، وفي.
والاسم ينقسم إلى قسمين: معرب، ومبني مثل زيد، وهؤلاءِ.
والفعل ينقسم إلى قسمين: متصرف، وجامد مثل ضرب، وليسَ.
فالمتصرف هو: الذي لا يلزم صورة واحدة أي ينتقل من الماضي إلى المضارع والأمر مثل ضرَبَ، يضربُ اضربْ، كتبَ يكتبُ اكتبْ، ذهبَ يذهبُ اذهبْ، وأكثر الأفعال متصرفة في اللغة العربية.
والجامد هو: الذي يلزم صورة واحدة مثل ليسَ فهو فعل ماض ولا يأتي منه المضارع والأمر، ومثله عسى.
والجامد من الأفعال قليلٌ.
والكلمة التي يبحث في علم الصرف عنها هي:
( الاسم المعرب، والفعل المتصرف ) فقط، فلا نبحث في علم الصرف عن:
1- الحروف مثل في وعن ولم.
2- الأسماء المبنية كأنا وأنت وهؤلاء.
3- الأفعال الجامدة التي تلزم صورة واحدة ولا تتقلب نحو عسى وليسَ.
فتلخص أن الكلمة هي: لفظة واحدة دالة على معنى، وتتألف من حروف الهجاء، والعلامات التي هي: الحركات والسكون والتنوين، ولها ضوابط في الكتابة هي: الشدة، والمدة، والوصل، والقطع.
وهي ثلاثة أنواع: اسم وفعل وحرف، والاسم منه معرب ومبني، والفعل منه جامد ومتصرف، وعلم الصرف يبحث في الأسماء المعربة والأفعال المتصرفة دون غيرها.

( الأسئلة )
1- في ضوء ما تقدم ما هي الكلمة و ما هي أنواعها ؟
2- من أي شيء تتألف الكلمة ؟
3- ما هو موضوع علم الصرف ؟
********************
( الدرس الثالث )

المجرد والمزيد فيه

قد علمتَ أن علم الصرف يبحث في الأسماء المعربة، والأفعال المتصرفة، دون الأسماء المبنية، والأفعال الجامدة والحروف.
ثم إن الكلمة قد يكون جميع حروفها أصلية، وقد يكون بعضها ليس أصلياً بل زائدا.
لاحظ معي هذه الكلمات: ( مَسَحَ- كَتَبَ- سَجَدَ ) تجدها متكونة من ثلاثة أحرف، لا يستقيم معنى الفعل بحذف أي حرف منها فلو قلت في مَسَحَ سحَ مثلا ضاع معنى الفعل، فلذا نقول إن جميع أحرف تلك الأمثلة أصلية بدليل أنه لو سقط حرف منها ضاع المعنى.
ولاحظ معي هذه الأمثلة: ( يَمْسَحُ- كَاتِبٌ- سُجُوْدٌ ) تجد أنها قد اشتملت على حرف زائد فالفعل ( يمسحُ ) اشتمل على حرف زائد هو الياء بدليل أنه عند حذفها يتأدى أصل المعنى بدونها ويصير مسحَ، فيبقى أصل المعنى محفوظا فنستدل على أن هذا الحرف زائد، وكذا لو قلتَ في ( كاتِب ) كتبَ بقي أصل المعنى محفوظا، فدلنا هذا على أن الألف حرف زائد، وكذا لو قلت في ( سجود ) سجد بقي أصل المعنى محفوظا فنعرف أن الدال زائدة.
فالمجرد هو: ما كانت جميعُ حروفِه أصليةً.
والمزيد فيه هو: ما كانت بعضُ حروفِه زائدةً. 
والفعل الماضي المجرد ينقسم إلى قسمين:
1- مجرد ثلاثي.
2- مجرد رباعي.
فمجرد الثلاثي مثل: ( نَصَرَ- ضَرَبَ- فَتَحَ- عَلِمَ- كَرُمَ- حَسِبَ ).
ومجرد الرباعي مثل: ( دَحْرَجَ- زَلْزَلَ) فهذه الأحرف الأربعة فيهما كلها أصلية بدليل أنه لا سبيل لحذف أي حرف منها مع بقاء أصل المعنى فلو قيل في دحرجَ حرجَ أو دحرَ، أو دحجَ لضاع معنى الفعل وكذا قل في زلزل.
ولا يوجد عندنا فعل مجرد خماسي، فإذا وجدتَ فعلا على خمسة أحرف فلا بد أن يكون حرف واحد منه على الأقل زائداً مثل: تَدحرجَ زيدت عليه التاء.


والفعل الماضي المزيد فيه ينقسم إلى قسمين أيضا:
1- مزيد فيه على الثلاثي.
2- مزيد فيه على الرباعي.
فمزيد الثلاثي مثل: ( أَكَرَمَ- قَاتَلَ- كَسَّرَ ) فالفعل ( أَكْرَمَ ) زيدت عليه الهمزة والأصل كرم، والفعل قاتلَ زيدت عليه الألف والأصل قتل، والفعل كَسَّرَ زيدت عليه سين، والأصل كَسَرَ.
وقد يزاد على الثلاثي أكثر من حرف واحد مثل: ( انكسرَ- تقاتلَ- استخرجَ ) فالفعل انكسر زيدت عليه الهمزة في أوله والنون والأصل كسر، وتقاتل زيدت عليه التاء الأولى والألف والأصل قتل، واستخرجَ زيدت عليه أول ثلاثة أحرف الهمزة والسين والتاء والأصل خرجَ.
وهذا أقصى حد للفعل وهو أن يبلغ ستة أحرف فلا يوجد في العربية فعل ماض على سبعة أحرف قط.
ومزيد الرباعي مثل: ( تدحرجَ- تزلزلَ ) والأصل دحرجَ وزلزل فزيدت التاء على الرباعي المجرد.
وقد يزاد حرفان مثل: ( اِقْشَعَرَّ ) والأصل قَشْعَرَ فزيدت عليه الهمزة في أوله وراء في آخره لأن أصله اِقْشَعْرَرَ ثم أدغمت الراءان وصارت راءً مشددة، فكلما رأيت شدة فاعلم أنها حرفان.
فتلخص أن الفعل: مجرد ومزيد فيه، والفعل المجرد نوعان: ثلاثي ورباعي، والمزيد فيه نوعان: مزيد على الثلاثي، ومزيد على الرباعي.

( الأسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما هو المجرد والمزيد فيه ؟
2- كيف تعرف أن الحرف في الكلمة أصلي أو زائد ؟
3- مثل بمثال من عندك لفعل مجرد ثلاثي، وفعل مجرد رباعي، وفعل مزيد فيه على الثلاثي، وفعل مزيد فيه على الرباعي ؟

( التمارين )

عيّن الفعل المجرد والمزيد فيه ونوعه فيما يأتي:
( جَذَبَ- جَلَسَ- قَسَّمَ- دَخَلَ- أَعْلَمَ- اِنْفَطَرَ- مَرِضَ- وَسْوَسَ- اِسْتَشْهَدَ- اِعْتَرَفَ- تَزَخَرَفَ )
****************
( الدرس الرابع )

الميزان الصرفي

قد علمتَ أن الفعل مجرد ومزيد فيه، والمجرد نوعان: ثلاثيٌّ ورباعيٌّ، والمزيد فيه نوعان: مزيد فيه على الثلاثي، ومزيد فيه على الرباعي.
وقد وضع علماء الصرف ميزاناً يُظْهِر للناظر الأحرف الأصلية من الزائدة في الكلمة، وذلك باستعمال الكلمة فعل وزناً للثلاثي المجرد.
مثل: (ضَرَبَ ) وزنها ( فَعَلَ ) فالفاء في مقابلة الضاد، والعين في مقابلة الراء، واللام في مقابلة الباء، ولهذا نقول: إن الضاد هي فاء الفعل، والراء هي عينه، والباء هي لامه، وتسمى ( فَعَلَ ) وزناً وميزانا و( ضَرَبَ ) موزوناً.
ومثل ( كَتَبَ- سَجَد- ذَهَبَ- نَصَرَ ) فكلها على وزن واحد هو ( فَعَلَ ).
وتكون حركات وسكنات الوزن مطابقة للموزون مثل: ( كُتِبَ ) على وزن ( فُعِلَ ) و(حَسُنَ ) على وزن ( فَعُلَ ).
وهنا سؤالان مهمان:
الأول هو: قد عرفنا أن وزن الثلاثي المجرد يكون ( فعل ) فما هو وزن الرباعي المجرد ؟
والجواب هو: ( فَعْلَلَ ) بزيادة لام ثانية، مثل: دَحْرَجَ وزنها فَعْلَلَ، فالدال فاء الفعل، والحاء عين الفعل، والراء لام الفعل الأولى، والجيم لام الفعل الثانية.
ومثل: وَسْوَسَ وزنها فَعْلَلَ، وزُلْزِلَ وزنها فُعْلِلَ.
والثاني هو: كيف نزن الكلمات التي اشتملت على حرف زائد ؟
والجواب هو: أن الزيادة نوعان:
1- ما يكون بتكرير حرف أصلي، فهذا حكمه هو تكرير ما يقابل هذا الحرف في الوزن.
مثل: كَسَّرَ أصله كَسَرَ على وزن فَعَلَ ثم زيدت سين أي زيد حرف من نفس أحرف الفعل الأصلية فصار كَسْسَرَ ثم أدغمت السينان فصارَ كَسَّرَ فحينئذ وزنه هو فَعَّلَ؛ لأن السين الزائدة مثل السين الأصلية التي تقابل بالعين فحينئذ نكرر العين في الميزان.
ومثل: عَلَّمَ وقَدَّمَ وكرَّمَ كلها على وزن فَعَّلَ.
2- ما يكون بتكرير حرف ليس مماثلا للأحرف الأصول، فهذا حكمه هو أن يزاد نفس الحرف في الوزن.
مثل: يَضْرِبُ أصله ضَرَبَ على وزن فَعَلَ فزيدت الياء في أوله فنزيد مثلها في الوزن فنقول يَفْعِلُ.
ومثل: أَكْرَمَ زيدت الهمزة في أوله فنزيد في أول الوزن همزة فنقول أَفْعَلَ، ومثله أَخْرَجَ، وأَبْصَرَ، وأَمْسَكَ.
ومثل: قَاتَلَ زيدت الألف بين القاف والتاء فنزيد ألفا مثلها بين الفاء والعين فنقول فَاعَلَ، ومثله نَاصَرَ، وعَامَلَ.
ومثل: اِنْكَسَرَ أصله كسرَ فزيدت الهمزة والنون في أوله فنزيدها في أول الوزن فنقول اِنْفَعَلَ، ومثله اِنْفَطَرَ وانْقَشَعَ.
ومثل: اِنْتَظَرَ أصله نَظَرَ فزيدت الهمزة في أوله والتاء بين النون والظاء فنزيدها في الوزن فنقول اِفْتَعَلَ.
ومثل: اِسْتَخْرَجَ أصله خَرَجَ فزيدت الهمزة والسين والتاء في أوله فنزيدها في أول الوزن فنقول اِسْتَفْعَلَ.
ومثل: تَكَسَّرَ أصله كَسَرَ فزيدت التاء وهي حرف ليس من نفس الأحرف الأصول، فنزيدها بلفظها، وزيدت السين وهي تكرار لعين الفعل فنزيد عينا في الوزن فيصير تَفَعَّلَ.
وتكون الأحرف الزائدة بغير تكرار من الأحرف المجموعة بكلمة ( سَأَلتُمونيها ) أي ( السين- الهمزة- اللام- التاء- الميم- الواو- النون- الياء- الهاء- الألف ) ولا يزاد غيرها.
فتلخص أن وزن الكلمة في علم الصرف هو ( فعل ) للثلاثي المجرد و ( فعْلل ) للرباعي المجرد، فإن حصل زيادة على الأحرف الأصول فننظر فإن كانت الزيادة ناشئة من تكرير حرف من الأحرف الأصول فنكرر ما يقابله في الوزن، وإن لم تكن كذلك زدنا نفس الحرف الزائد في الوزن، وتكون حركات وسكنات الوزن مطابقة للموزون.

( الأسئلة )

1- في ضوء ما تقدم كيف نزن المجرد والزائد ؟
2- ما هي فائدة الميزان الصرفي ؟
3- مثل بمثال من عندك لفعل ثلاثي مجرد، وفعل رباعي مجرد، وفعل مزيد فيه على الثلاثي، وفعل مزيد فيه على الرباعي مع ذكر أوزانها ؟

( التمارين )

ما هو وزن الكلمات التالية:
( رَأْسٌ- كَتِفٌ- رَحِمَ- اِقْتَدَرَ- تَرَبَّحَ- يَتَرَبَّحُ- سَامَحَ- اِقْشَعَرَّ- تَكَلَّمَ- اِسْتَفْهَمَ- أَرْهَبَ- يَتَدَحْرَجُ- اِصْفَرَّ ).
*************
( الدرس الخامس )

أوزان الفعل المجرد

قد علمتَ أنّ الفعل ينقسم إلى أربعة أقسام: ( مجرد ثلاثي- مجرد رباعي- مزيد فيه على الثلاثي- مزيد فيه على الرباعي ) ولكل قسم أنواع، فلنبدأ ببيان المجرد من الأفعال. للمجرد الثلاثي ستة أوزان بحسب حركة عين الماضي والمضارع وهي:
1- ( فَعَلَ يَفْعُلُ ) أي تكون عين الفعل مفتوحة في الماضي، ومضمومة في المضارع.
مثل: نَصَرَ يَنْصُـرُ، تقولَ: نَصَرَ زيدٌ عمراً، ويَنْصُرُ زيدٌ عمراً، فتفتح الصاد في الماضي وتضمها في المضارع فإذا نطقت بها كذلك فقد أصبت، وإذا نطقت بها على غير هذه الصورة فقد لَحَنْتَ.
ومثل: شَكَرَ يَشْكُرُ، سَجَدَ يَسْجُدُ، أَخَذَ يَأْخُذُ.
ويأتي من هذا الوزن المتعدي واللازم، والمتعدي ما يأخذ مفعولا به، واللازم: ما يكتفي بالفاعل. مثال المتعدي: نَصَرَ زيدٌ عمراً، ومثال اللازم: خَرَجَ زيدٌ.
2- ( فَعَلَ يَفْعِلُ ) أي تكون عين الفعل مفتوحة في الماضي ومكسورة في المضارع.
مثل: ضَـرَبَ يَضْـرِبُ، عَكَفَ يَعْكِفُ، رَجَعَ يَرْجِعُ، ويأتي منه المتعدي واللازم.
مثال المتعدي: ضَرَبَ زيدٌ عمراً. ومثال اللازم: جَلَسَ زيدٌ.
3- ( فَعَلَ يَفْعَلُ ) أي تكون عين الفعل مفتوحة في الماضي وفي المضارع معا.
مثل: فَتَحَ يَفْتَحُ. وهذا الوزن لا تكون عين فعله أو لامه إلا واحدا من أحرف ستة هي: ( أ-هـ- ع- ح- غ- خ ). بمعنى أن الباب الثالث وهو ما كانت عين فعله مفتوحة في الماضي والمضارع يشترط فيه أن تكون عين فعله أو لامه واحدة من الأحرف السابقة.
مثل: رَحَلَ يَرْحَلُ وهنا عين الفعل حاء، ومثل فَتَحَ يَفْتَحُ وهنا لام الفعل حاء.
ومثل: سَأَلَ يَسْأَلُ- قَرَأَ يَقْرَأُ- ذَهَبَ يَذْهَبُ- رَفَهَ يَرْفَهُ- بَعَثَ يَبْعَثُ- وَضَعَ يَضَعُ- لـحـَسَ يَلْحَسُ- ذَبَحَ يَذْبَحُ- نَغَرَ يَنْغَرُ ( غضب )- دَمَغَ يَدْمَغُ- فَخَرَ يَفْخَرُ – مَسَخَ يَمْسَخُ. ويأتي منه المتعدي واللازم، مثال المتعدي: فَتَحَ زيدٌ البابَ، ومثال اللازم، ذَهَبَ زيدٌ.
4- ( فَعِلَ يَفْعَلُ ) أي تكون عين الفعل مكسورة في الماضي ومفتوحة في المضارع.
مثل: عَلِمَ يَعْلَمُ، ومَرِضَ يَمْرَضُ، وفَرِحَ يَفْرَحُ، ويأتي منه المتعدي واللازم. مثال المتعدي: عَلِمَ زيدٌ المسألةَ، ومثال اللازم: فَرِحَ زيدٌ.
5- ( فَعُلَ يَفْعُلُ ) أي تكون عين الفعل مضمومة في الماضي وفي المضارع معا.
مثل: كَرُمَ يَكْرُمُ، وحَسُنَ يَحْسُنُ، وصَغُرَ يَصْغُرُ، ولا يأتي منه إلا اللازم مثل: حَسُنَ زيدٌ.
6- ( فَعِلَ يَفْعِلُ ) أي تكون عين الفعل مكسورة في الماضي وفي المضارع معا.
مثل: حَسِبَ يَحْسِبُ، ووَثِقَ يَثِقُ، وَوَرِمَ يَرِمُ.
ويأتي منه المتعدي واللازم.
مثال المتعدي: وَرِثَ زيدٌ المالَ، ومثال اللازم: وَثِقَ زيدٌ بِكَ.
ويجمع هذه الأبواب الستة هذا البيتُ:
فتحُ ضَمٍّ، فَتْحُ كَسْرٍ، فَتْحَتَان... كَسْرُ فَتْحٍ، ضَمُّ ضَمٍّ، كَسْرَتَان.
وهنا سؤال وهو: كيف نعرف حركة العين فلم نقول نَصَرَ ينْصُرُ ولا نقول نَصَرَ يَنْصِرُ فما هو ضابط حركة العين ؟
والجواب: لا ضابط لذلك إلا بالنظر إلى المسموع عن العرب فنرجع للقواميس والمعاجم اللغوية لمعرفة كيف نطقت العرب بذلك الفعل، فلا يوجد ضابط نقيس عليه.
فهذا بيان الأفعال المجردة الثلاثية.
وأما المجرد الرباعي فله وزن واحد فقط هو:
( فَعْلَلَ يُفَعْلِلُ ) مثل دَحْرَجَ يُدَحْرِجُ، زَلْزَلَ يُزَلْزِلُ، بَعْثَرَ يُبَعْثِرُ.
فكل مجرد رباعي لا بد أن يكون على هذا الوزن لا غير.
ويأتي منه المتعدي واللازم، مثال المتعدي: دَحْرَجَ زيدٌ الحجرَ، ومثال اللازم: وَسْوَسَ الشيطانُ.

( الأسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما هي أوزان المجرد الثلاثي ؟
2- ما هو وزن المجرد الرباعي ؟
3- مثل بمثال من عندك لجميع الأوزان السابقة ؟

( التمارين )

عين نوع الأفعال التالية وبين وزنها:
(حَسَدَ يَحْسِدُ، وقَفَ يَقِفُ، ظَهَرَ يَظْهَرُ، نَعِمَ يَنْعِمُ، قَبُحَ يَقْبُحُ، شَرِبَ يَشْرَبُ، أَمَرَ يَأْمُرُ- بَرْهَنَ يُبَرْهِنُ- فَهِمَ يَفْهَمُ ).
********************
( الدرس السادس )

أوزان المزيد فيه على الثلاثي بحرف واحد

قد علمتَ أن الفعل المجرد نوعان: ثلاثي وله ستة أوزان، ورباعي وله وزن واحد، ولنثني ببيان أوزان المزيد فيه. والمزيد فيه نوعان: مزيد فيه على الثلاثي، ومزيد فيه على الرباعي.
والمزيد فيه على الثلاثي تارة تكون الزيادة فيه حرفا واحداً وتارة تكون حرفين، وتارة تكون ثلاثة أحرف، ولا تزيد عن ذلك لأن أقصى عدد يصله الفعل هو ستة أحرف.
والمزيد فيه على الثلاثي بحرف واحد له ثلاثة أوزان هي:
1- ( أَفْعَلَ يُفْعِلُ ) بزيادة الهمزة في أوله مثل: أَخْرَجَ والأصل خَرَجَ، ومثل أَكْرَمَ، وأَحْسَنَ، وأَعْلَمَ.
وهذا الوزن معناه أكثر ما يكون هو للتعدية.
والتعدية هي: جعل الفعل اللازم متعديا.
مثل: خَرَجَ زيدٌ، فالفعل خَرَجَ لازم، فإذا أدخلنا عليه الهمزة صار متعدياً يقال: أَخْرَجَ بكرٌ زيداً أي جعله خارجا.
ومثل: جَلَسَ زيدٌ، فإذا جعلناه على وزن أفعل صار متعديا يقال: أجلسَ بكرٌ زيداً، أي جعله جالساً.
ومثل: ذَهَبَ زيدٌ، فإذا جعلناه على صيغة أفعل صار متعديا يقال: أَذْهَبَ بكرٌ زيداً، أي جعله ذاهباً.
فإذا كان الفعل في الأصل متعديا ودخلت عليه الهمزة أعطته مفعولا به زائداً، مثل: فَهِمَ زيدٌ المسألةَ، ففهمَ فعل متعد يأخذ مفعولا به واحدا، فإذا قلنا: أَفْهَمَ بكرٌ زيداً المسألةَ أي جعله فاهما لها صار متعديا لاثنين.
مثال: قال الله تعالى: (وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ) أَدْخَلَ على وزن أفعل ومعناه هنا التعدية أي جعلناه داخلاً في رحمتنا، وكان الفعل في أصله المجرد لازما( دَخَلَ ) فلما دخلت عليه الهمزة صيرته للتعدية.
وإذا رأيت فعلا مضارعا على أربعة أحرف ورأيت حرف المضارعة منه مضموما فهذا يدل على أن ماضيه هو ( أَفْعَلَ )، وإذا رأيت حرف المضارعة منه مفتوحا فهذا يدل على أن ماضيه ثلاثي مجرد.
مثل: ( يَذْهَبُ- يُذْهِبُ ) فكلاهما على أربعة أحرف ولكن الأول مضارع لـ ذَهَبَ، والثاني مضارع لـ أَذْهَبَ بدليل الفتحة والضمة.
ومثل: ( يَعْمَلُ- يُعْمِلُ ) فالأول مضارع عَمَلَ، والثاني مضارع أَعْمَلَ لأن مضارعه مضموم فافهم.
2- (فَعَّلَ يُفَعِّلُ ) بزيادة حرف من مثل العين نحو كَسَّرَ والأصل كَسَرَ فزدنا سينا، ومثل: قَطَّعَ، ومَزَّقَ، وفَتَّحَ.
وأمثلة هذا الوزن أكثر ما تأتي للتكثير تقول: قَطَعَ زيدٌ الحبلَ فلا يفيد سوى حصول القطع فإذا قلتَ: قطَّعَ زيدٌ الحبلَ دلَّ على كثرة التقطيع فالحبل صار أوصالا، وتقول، كَسَرَ زيدٌ البابَ، فإذا قلتَ كَسَّرَ زيدٌ البابَ دل على كثرة التكسير. 
مثال: قال الله تعالى: ( وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ ) غَلَّقَ على وزن فَعَّلَ وهو يفيد التكثير أي أغلقت أبوابا كثيرة، ففرق بين غَلَقَ وغَلَّقَ.
وقد تأتي ( فَعَّل ) للتعدية لا للتكثير وذلك إذا كان الفعل قبل التضعيف لازما ثم صار متعديا بالتضعيف.
مثل: فَرِحَ زيدٌ، وفَرَّحتُ زيداً أي جعلته فَرِحاً، وخَرَجَ زيدٌ وخَرَّجْتُهُ أي جعلته خارجاً.
وكذلك إذا كان الفعل متعديا فزاد مفعولا به بالتضعيف، مثل: فَهِمَ زيدٌ المسألةَ، وفَهَّمْتُ زيداً المسألةَ، أي جعلته فاهما لها ففَهَّمَ هنا للتعدية.
3- ( فَاعَلَ يُفَاعِلُ ) بزيادة الألف بين الفاء والعين مثل: قَاتَلَ، والأصل قَتَلَ، ومثل: ضَارَبَ، ونَازَلَ، وصَالَحَ.
وهذا الوزن يأتي للدلالة على المشاركة غالبا تقول: قَتَلَ زيدٌ عمراً، فيدل على أن الفاعل فعل القتل في عمرو، فإذا قلتَ قَاتَلَ زيدٌ عمراً، دلَّ على التشارك في القتال فزيد قاتل عمرا، وعمروٌ قاتلَ زيداً.
وتقول: يضْرِبُ زيدٌ عمراً فيدل على أن الفعل يصدر من زيد، وإذا قلتَ يُضَاربُ زيدٌ عمراً، فيدل على المشاركة في الضرب فكل واحد يضرب صاحبه.
مثال: قال الله تعالى: (فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ) سَاهَمَ على وزن فَاعَلَ ومعناه هنا المشاركة في الاقتراع لأن المساهمة معناها هنا الاقتراع أي عمل قرعة لمعرفة الخاسر، فنبي الله يونس عليه السلام حينما كان في السفينة واشتدت بهم العاصفة عملوا قرعة فمن خرج اسمه ألقى بنفسه في البحر- حسب العادة عندهم آنذاك- فخرج سهم يونس ومعنى المدحضين أي الخاسرين المغلوبين ولهذا ألقى بنفسه في البحر فابتلعه الحوت.
والقصد هو أن معنى ساهم هنا هو المشاركة في الاقتراع. 
تنبيه: الهمزة في صيغة ( أَفْعَلَ ) هي همزة قطع لا تسقط إذا وصلت بشيء قبلها.
فتلخص أن الثلاثي المزيد فيه بحرف ثلاثة أنواع: ما زيدت فيه همزة القطع في أوله ( أَفْعَلَ ) وهذه الصيغة للتعدية غالبا، وما زيد فيه حرف يماثل عين الفعل ( فَعَّلَ ) وهذه الصيغة للتكثير غالباً، وما زيدت فيه الألف بين الفاء والعين ( فَاعَلَ ) وهذه الصيغة للمشاركة غالبا.


( الأسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما هي أبواب الثلاثي المزيد فيه بحرف واحد ؟
2- ما هي معاني تلك الأبواب ؟
3- مثل بمثال من عندك لكل باب من أبواب الثلاثي المزيد فيه بحرف واحد ؟

( التمارين )

عَيَّنْ الأفعال المزيدة فيه بحرف على الثلاثي وبين وزنها:
( أَظْهَرَ- يَخْرُجَ- يُجَاهِدُ- عَزَّزَ- شَارَكَ- عَاهَدَ- يُبْصِرُ- يُقَاوِمُ- انْهَزَمَ- عَلَّمَ- يَرْفَعُ- يُطْعِمُ ).
**************************
( الدرس السابع )

أوزان المزيد فيه على الثلاثي بحرفين

قد علمتَ أن الفعل المزيد فيه على الثلاثي ثلاثة أنواع: ما زيد فيه حرف واحد، وما زيد فيه حرفان، وما زيد فيه ثلاثة أحرف، وقد مضى بيان النوع الأول فلنتبعه بالنوع الثاني.
والمزيد فيه حرفان خمسة أوزان هي:
1- ( اِنْفَعَلَ يَنْفَعِلُ ) بزيادة همزة الوصل في أوله، والنون بعدها مثل: اِنْكَسَرَ أصله كَسَرَ، ومثل: اِنْفَطَرَ، وانْفَتَحَ.
وهذا الوزن يكون معناه واحد وهو الـمُطاوَعَةُ.
والمطاوعة هي: قبولُ الفاعلِ أثرَ فعلٍ وقعَ عليهِ.
مثل: كسرتُ الزجاجَ فانكسرَ أي قبل الزجاجُ أثر الكسر عليه واستجاب للضربة التي وجهتها له.
ومثل: فَتَحْتُ البابَ فانفتحَ البابُ أي قبل الباب فتحي له وطاوعني.
واعلم أن انفعل لا يكون إلا لازما فلا يأخذ مفعولا به.
مثال: قال الله تعالى: ( وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ) انفجر على وزن انفعل ومعناه المطاوعة فقد ضرب موسى عليه السلام الحجر فطاوع الحجر الضرب عليه واستجاب وانفجرت العيون.
2- ( اِفْتَعَلَ يَفْتَعِلُ ) بزيادة همزة الوصل في أوله والتاء بين الفاء والعين مثل: اِجْتَمَعَ والأصل جَمَعَ، ومثل: اِقْتَطَعَ.
وهذا الوزن يأتي للمطاوعة غالبا مثل: جمعتُ الأغنامَ من المرعى فاجتمعتْ أي قبلت الاجتماع وطاوعتني.
ومثل: مزجتُ الشرابَ فامتزجَ أي قبل واستجاب، ومثل عدَّلْتُ الرمحَ فاعتدلَ.
مثال قال الله تعالى: ( وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ) يَرْتَدِدْ على وزن يفتعل أصله رَدَدَ، ومعناه هنا المطاوعة وذلك أن الكفار كانوا يريدون من المسلمين أن يرجعوا عن دينهم ويسعون في ذلك بشتى الطرق فالمعنى أن من يستجيب منكم لتأثير الكفار ويقبل الردة ويطاوعهم فيها ثم يمت وهو كافر فهو خالد في النار وقد خسر الدنيا والآخرة.
قال العلامة ابن عاشور رحمه الله في تفسيره: ( وَجِيءَ بِصِيغَةِ يَرْتَدِدْ وَهِيَ صِيغَةُ مُطَاوَعَةٍ إِشَارَةً إِلَى أَنَّ رُجُوعَهُمْ عَنِ الْإِسْلَامِ - إِنْ قُدِّرَ حُصُولُهُ- لَا يَكُونُ إِلَّا عَنْ مُحَاوَلَةٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَإِنَّ مَنْ ذَاقَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ لَا يَسْهُلُ عَلَيْهِ رُجُوعُهُ عَنْهُ وَمَنْ عَرَفَ الْحَقَّ لَا يَرْجِعُ عَنْهُ إِلَّا بِعَنَاءٍ ). اهـ ج2 ص 332 ط الدار التونسية للنشر.
3- ( اِفْعَلَّ يَفْعَلُّ ) بزيادة همزة الوصل في أوله وحرف من مثل لام الفعل مثل: اِحْمَرَّ أصله حَمِرَ فزيدت همزة الوصل، وزيدت راء ثم أدغمت الراءان، ومثل اِصْفَرَّ، واعْوَّرَ، وهذا الوزن يأتي للمبالغة في الألوان والعيوب.
مثل: حَمِرَ الوجهُ أي اتصف بالحمرة، فإذا قلتَ اِحْمَرَّ الوجه فقد ازدادت حمرته.
ومثل: حَوِلَت العينُ، أي أصابها الحول، فإذا قلتَ اِحْوَّلْتِ العينُ دل على المبالغة في الحول، ومثل عَوِجَ العودُ واعْوَّجَ، ولا يأتي هذا الباب إلا لازما.
مثال: قال الله تعالى: ( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَتِ اللَّهِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ) تَبْيَضُّ وتَسْوَّدُ على وزن تَفْعَّلُ مضارع اِفْعَلَّ، واسْوَدَّ وابْيَضَّ على وزن افْعَلَّ والمعنى في ذلك هو قوة سواد وجوه الكفار، وقوة بياض وجوه المؤمنين يوم القيامة، فالمراد هنا المبالغة في الألوان.
4- ( تَفَعَّلَ يَتَفَعَّلُ ) بزيادة التاء في أوله، وحرف من مثل عين الفعل مثل: تَجَرَّعَ أصله جَرعَ فزيدت التاء في أوله وراء ثم أدغمت الراءان، ومثل تَعَّلَمَّ، وتّأَدَّبَ، وتَجَهَّزَ، وهذا الوزن يأتي للتكلف غالباً.
والتكلف هو: أن يعاني الفاعل الفعلَ ليحصل له بعد معاناة ومشقة، مثل: تَشَجَّعَ زيدٌ أي هو سعى لتحصل له الشجاعة لا أن الشجاعة طبيعة له فهي لا تتأتى له بسهولة وانقياد.
ومثل: تعَلَّمَ زيدٌ التلاوةَ، أي هو علمها بسعي ومعاناة شيئا فشيئا إلى أن استقامت له ومثل تَصَبَّرَ وتَحَلَّم، وتَكَرَّمَ.
مثال: قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ) تَفَسَّحَ على وزن تَفَعَّل ومعناه هو التكلف فبسبب شدة الزحام يسعى ويتكلف الجالس في تحصيل فسحة ومجال ليجلس غيره.
قال العلامة ابن عاشور رحمه الله في تفسيره: (وَمَادَّةُ التَّفَعُّلِ هُنَا لِلتَّكَلُّفِ، أَيْ يُكَلَّفُ أَنْ يَجْعَلَ فُسْحَةً فِي الْمَكَانِ وَذَلِكَ بِمُضَايَقَةٍ مَعَ الجلّاس ). اهـ ج 28 ص 37. 
5- (تَفَاعَلَ يَتَفَاعَلُ ) بزيادة التاء في أوله والألف بين الفاء والعين مثل: تَقَاتَلَ أصله قَتَلَ، ومثل: تَكَاسَلَ، وتَصَالحَ
وهذا الوزن يأتي للتشارك غالباً، مثل: تَقَاتَلَ زيدٌ وعمروٌ أي اشتركا في القتال، ومثله تضاربا وتصالحا.
مثال: قال الله تعالى: ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ ) تنازع على وزن تفاعل للدلالة على التشارك في النزاع والاختلاف.
فتلخص أن المزيد فيه حرفان خمسة أبواب: ( اِنْفَعَلَ يَنْفَعِلُ ) وهو للمطاوعة، ( اِفْتَعَلَ يَفْتَعِلُ ) وهو للمطاوعة أيضا غالبا، ( اِفْعَلَّ يَفْعَلُّ ) وهو للمبالغة في الألوان والعيوب، ( تَفَعَّلَ يَتَفَعَّلُ ) وهو للتكلف غالبا، (تَفَاعَلَ يَتَفَاعَلُ ) وهو للتشارك غالباً.
( الأسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما هي أبواب الثلاثي المزيد فيه بحرفين ؟
2- ما هي معاني المزيد فيه بحرفين ؟
3- مثل بمثال من عندك لكل باب من الأبواب السابقة ؟

( التمارين )

عَيَّنْ الفعل المزيد فيه بحرفين على الثلاثي وبيَّن وزنه:
( اِنْكَدَرَ- اِنْتَصَفَ- يَقْتَرِبُ- اِسْمَرَّ- يَتَجَاهَلُ- يُسْرِعُ- تَمَزَّقَ- تَظَاهَرَ- يَسْتَوفِي- تَتَنَاظرُ- تَحَجَّرَ ).
********************
( الدرس الثامن)

أوزان المزيد فيه على الثلاثي بثلاثة أحرف

قد علمتَ أن الفعل المزيد فيه على الثلاثي ثلاثة أنواع: ما زيد فيه حرف واحد، وما زيد فيه حرفان، وما زيد فيه ثلاثة أحرف، وقد مضى بيان النوع الأول والثاني فلنتبعه بالنوع الثالث.
والمزيد فيه على الثلاثي بثلاثة أحرف له أربعة أوزان هي:
1- ( اِسْتَفْعَلَ يَسْتَفْعِلُ ) بزيادة همزة الوصل والسين والتاء في أوله مثل اِسْتَخْرَجَ أصله خَرَجَ، ومثل: اِسْتَظْهَرَ.
وهذا الوزن يأتي للطلب غالباً مثل: اِسْتَغْفَرَ زيدٌ رَبَّهُ أي طلب منه المغفرة.
ومثل: اِسْتَفْهَمَ زيدٌ علياً عن مسألةٍ أي طلب منه أن يفهمها، وهذا هو الطلب الحقيقي.
وهنالك طلب مجازي مثل: اِسْتَخْرَجَ زيدٌ الماءَ من البئرِ سمي السعي والعمل على إخراجه طلبا.
مثال: قال الله تعالى: ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ ) اِسْتَنْصَرَ على وزن اِسْتَفْعَلَ ومعناه هنا طلب النصر، وهذا طلب حقيقي.
مثال: قال الله تعالى: ( مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارا فَلَمَّا أَضاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لَا يُبْصِرُونَ ) اِسْتَوْقَدَ على وزن اِسْتَفْعَلَ ومعناه هنا طلب الإيقاد وهو طلبي مجازي فسعيهم لإشعال النار هو طلب لها.
2- ( اِفْعَوْعَلَ يَفْعَوْعِلُ ) بزيادة همزة الوصل في أوله وحرف من مثل عين الفعل والواو مثل: اِعْشَوْشَبَ أصله عَشِبَ ثم زيدت همزة الوصل وشينا والواو.
وهذا الوزن يأتي للمبالغة في الفعل فإنه يقال: عَشِبَ المكانُ إذا صارَ فيه عُشباً، ويقال: اِعْشَوْشَبَ المكانُ إذا كثر فيه العشب.
ومثل: خَشُنَ الرجُلُ إذا صار خشناً، فإذا قيل اِخْشَوْشَنَ الرجلُ كان المعنى أنه زادت وكثرت خشونته.
3- ( اِفْعَوَّلَ يَفْعَوِّلُ ) بزيادة همزة الوصل في أوله وواوين بين العين واللام مثل: اِجْلَوَّذَ أصله جَلَذَ.
وهذا الباب يأتي للمبالغة في الفعل أيضا فإنه يقالُ: جَلَذَتِ الإبلُ أي سارت سيرا بسرعة، فإذا قيل اِجْلَوَّذَتِ الإبلُ كان المعنى أنها سارت سيرا بسرعة أكبر.
وهذه الصيغة قليلة الأمثلة.
4- ( اِفْعَالَّ يَفْعَالُّ ) بزيادة همزة الوصل في أوله والألف بين العين واللام وحرف من مثل لام الفعل مثل: اِحْمَارَّ أصله حَمِرَ فزيدت همزة الوصل والألف وكررت الراء.
وهذا الوزن يأتي للمبالغة في الفعل أيضاً ولكن بزيادة مبالغة عن افْعَلَّ فيقال: حَمِرَ الوجهُ إذا صار فيه حمرة ويقال احْمَرَّ الوجهُ إذا زادت حمرته ويقال احْمَارَّ الوجهُ إذا زادت حمرته جدا.
ومثل: اِخْضَارَّ واصْفَارَّ واعْوَارَّ كل ذلك على معنى المبالغة والزيادة في الفعل.
فتلخص أن المزيد فيه على الثلاثي بثلاثة أحرف أربعة أبواب هي: ( اِسْتَفْعَلَ يَسْتَفْعِلُ ) وهو للطلب غالبا، (اِفْعَوْعَلَ يَفْعَوْعِلُ ) و( اِفْعَوَّلَ يَفْعَوِّلُ ) و( اِفْعَالَّ يَفْعَالُّ ) وهي للمبالغة في الفعل.

( الأسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما هو أبواب الثلاثي المزيد فيه بثلاثة أحرف ؟
2- ما هي معاني المزيد فيه بثلاثة أحرف ؟
3- مثل بمثال من عندك لكل باب من الأبواب السابقة ؟

( التمارين )

عَيِّنْ الفعل المزيد فيه بثلاثة أحرف وبيَّن وزنه:
( اِسْتَنْهَضَ- اِسْتَقْدَمَ- يَتَمَادَى- اِخْلَوْلَقَ- اِغْدَوْدَنَ- اِعْلَوَّطَ- اِخْضَارَّ- اِسْتَوْعَبَ ).
*******************
( الدرس التاسع)

أوزان المزيد فيه على الرباعي

قد علمتَ أن الفعل المزيد فيه نوعان: مزيد فيه على الثلاثي وقد مضى بيان أوزانه، ومزيد فيه على الرباعي وله ثلاثة أوزان هي:
1- ( تَفَعْلَلَ يَتَفَعْلَلُ ) بزيادة التاء في أوله مثل: تَدَحْرَجَ أصله دَحْرَجَ وهو رباعي مجرد ومثل: تَزَلْزَلَ، وتَوَسْوَسَ.
وهذا الوزن يأتي للمطاوعة مثل: دَحْرَجْتُ الحَجَرَ فَتَدَحْرَجَ أي أني أخذت في تدوير الحجر فقبل الأثر وتدحرجَ.
ومثل: بَعْثَرْتُهُ فتَبَعْثَرَ، وزَلْزَلْتُهُ فَتَزَلْزَلَ.
وهذا هو الوزن الوحيد للمزيد فيه بحرف واحد.
2- ( اِفْعَنْلَلَ يَفْعَنْلِلُ ) بزيادة همزة الوصل في أوله والنون بين العين واللام الأولى مثل: اِحْرَنْجَمَ أصله حَرْجَمَ يقال حَرْجَمْتُ الإبلَ فاحْرَنْجَمَتْ أي جمعت الإبل فاجتمعت.
وهذا الوزن يأتي للمطاوعة كما في المثال السابق.
وهذا الوزن قليل الاستعمال في اللغة.
3- ( اِفْعَلَلَّ يَفْعَلِلُّ ) بزيادة همزة الوصل في أوله وحرف من مثل لام الفعل الثانية في آخره مثل: اِقْشَعَرَّ أصله قَشْعَرَ فزيدت همزة الوصل وراء ثم أدغمت الراءان، ومثل: اِضْمَحَلَّ.
وهذا الوزن يأتي للمبالغة فإنه يقال قَشْعَرَ جلدُ الرجلِ إذا انتشر شعر جلده، فإذا قيل اقْشَعَرَّ جلدُهُ دل على زيادة انتشار.
مثال: قال الله تعالى: ( تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ ) تَقْشَعِرُّ على وزن تَفْعَلِلُّ مضارع افْعَلَلَّ ومعناه هنا المبالغة في القشعريرة التي تأخذ المؤمنين عند سماع كلام الله.
مثال: قال الله تعالى: (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ) اِشْمَأَزَّ على وزن اِفْعَلَلَّ ومعناه هنا المبالغة في الاشمئزاز أي الكراهية والنفور.
وهذه الأبنية الثلاثة (تَفَعْلَلَ- اِفْعَنْلَلَ- اِفْعَلَلَّ ) لازمة فلا تأخذ مفعولا به. 
فتلخص أن الرباعي المزيد فيه نوعان: مزيد فيه بحرف واحد وله وزن واحد هو تَفَعْلَلَ يَتَفَعْلَلُ وهو يفيد المطاوعة، ومزيد فيه بحرفين وله وزنان: اِفْعَنْلَلَ يَفْعَنْلِلُ وهو يفيد المطاوعة أيضا، واِفْعَلَلَّ يَفْعَلِلُّ وهو يفيد المبالغة.
( الأسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما هي أبواب الرباعي المزيد فيه ؟
2- ما هي معاني أبواب الرباعي المزيد فيه ؟
3- مثل بمثال من عندك لكل باب من الأبواب السابقة ؟

( التمارين )

عَيِّنْ الفعل المزيد فيه على الرباعي وبيَّن وزنه:
( تَزَخْرَفَ- يَكْفَهِرُّ- يَتَسَلَّطَ- اِفْرَنْقَعَ- اِنْطَبَقَ- تَجَرَّدَ- اِطْمَأَنَّ ).
**********************
( الدرس العاشر)

تقسيم الفعل إلى صحيح ومعتل

الفعل ينقسم عدة تقسيمات باعتبارات متعددة فينقسم باعتبار وجود حرف زائد فيه أو عدمه إلى مجرد ومزيد فيه، وقد مضى تفصيل ذلك، وينقسم باعتبار خلو أحرفه الأصلية من حروف العلة أو عدم خلوها إلى صحيح ومعتل.
فالصحيح هو: ما خلت أحرفه الأصلية من أحرف العلة.
مثل: كَتَبَ فلا يوجد في هذه الأحرف أي حرف من أحرف العلة وهي: ( الواو- والألف- والياء ) .
ومثل: ضرَبَ ويَضْرِبُ، فالياء في يضرب ليست حرفا أصلية فيكون يضرب فعلا صحيحا.
ومثل: قَاتَلَ فالألف وإن كان حرف علة إلا أن الفعل يعد صحيحا لأنه ليس هنا حرفا أصليا.
ومثل: اِجْلَوَّذَ فهو فعل صحيح وإن احتوى على الواو لأنه ليس حرفا أصليا والأصل جَلَذَ.
والمعتلّ: ما كانتْ أحدُ أحرفِهِ الأصليَّةِ حرفاً مِن أَحرفِ العِلَّةِ. مثل: ( وَعَدَ- قَالَ- يَسَرَ ).
ثم الفعل الصحيح والمعتل ينقسمان بدورهما إلى عدة أقسام.
فينقسم الصحيح إلى: سَالِمٍ، ومَهْمُوزٍ، ومُضَاعَفٍ.
1- السالم وهو: ما خلتْ أَحرُفُهُ الأصلِيَّةُ مِن الهمزةِ والتَّضعيْفِ. مثل: ضَرَبَ فليس فيه همزة أو تضعيف. 
2- المهموز وهو: ما كانتْ أَحدُ أَحرُفِهِ الأصليَّة همزةً. مثل أَخَذَ، ففاء الفعل همزة، ومثل: سألَ فعين الفعل همزة، ومثل قَرَأَ فلام الفعل همزة.
3- المضاعف وهو نوعان:
أ- مضاعف الثلاثي وهو: ما كانتْ عَينُهُ ولامُهُ مِن جِنْسٍ واحدٍ. أي يكون العين واللام متماثلين. مثل: مَدَّ والأصل مَدَدَ ثم جرى الإدغام بينهما فصار مَدَّ، ومثل رَدَّ وَعَدَّ.
ب- مضاعف الرباعي وهو: ما كانتْ فاؤُه ُولامُهُ الأولى مِن جِنْسٍ ، وعينُهُ ولامُهُ الثانيةُ مِن جِنْسٍ آخرَ. مثل زَلْزَلَ، فهذا فعل رباعي مجرد على وزن فَعْلَلَ ونجد أن الفاء واللام الأولى متماثلان وهو حرف الزاي، والعين واللام الثانية متماثلان وهو حرف اللام.
فالمضاعف الثلاثي يحصل بتجاور الحرفين المتماثلين، بينما في المضاعف الرباعي لا يوجد بينهما تجاور.
ومثل: عَسْعَسَ فهو فعل رباعي مضاعف، بخلاف دَحْرَجَ فهو فعل رباعي سالم لخلوه من أحرف العلة والهمزة والتضعيف. 
والمعتل ينقسم إلى قسمين:
1- ما كان فيه حرف علة واحد وهو ثلاثة أنواع:
أ- معتل الفاء. مثل: وَعَدَ. ويسمى مثالا
ب- معتل العين, مثل: قَالَ. ويسمى أجوف
ج- معتل اللام مثل: رَمَى. ويسمى ناقصاً.
2- ما كان فيه حرفا علة ويسمى باللفيف وهو نوعان:
أ- ما كانتْ فاؤُهُ ولامُهُ حرفا علةٍ. مثل وَقَىَ فالفاء هنا الواو واللام الألف وهما حرفا علة فصل بينهما حرف صحيح ويسمى باللفيف المفروق.
ب- ما كانت عينُهُ ولامُهُ حرفا علةٍ. مثل: رَوَى، فالعين واللام هنا حرفا علة لم يفصل بينهما حرف صحيح فيسمى باللفيف المقرون.
فتلخص أن الفعل ينقسم إلى صحيح ومعتل، وينقسم الصحيح إلى سالم ومهموز ومضاعف، وينقسم المعتل إلى مثال وأجوف ولفيف.
فهذه سبعة أقسام: سَالم ٌ، ومَهموزٌ، ومُضاعفٌ، ومِثالٌ، وأَجوفُ، ونَاقِصٌ، ولَفِيفٌ.

( الأسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما هو الفعل الصحيح وما هو الفعل المعتل ؟
2- ما هي الأقسام السابعة ؟
3- مثل بمثال من عندك لكل قسم من الأقسام السبعة ؟

( التمارين )

بين الفعل والمعتل وبين نوعهما فيما يأتي:
( اسْتَوَى- اشْتَعَلَ- يَنْصُرُونَ- يُجَاهَدُونَ- يَنْوِي- كَوَى- يَعِي- اسْتَعَدَّ- دَمْدَمَ- يُبَايِعُونَ- أَكْرَمَ- تَأْمُرُونَ ).
************************
( الدرس الحادي عشر )

المصدر والمشتقات منه

قد علمتَ أن الصرف يبحث في التغييرات المعنوية، والتغييرات اللفظية التي تطرأ على الكلمة في اللغة العربية فالتغييرات المعنوية تحصل بتحويل أصل واحد إلى أمثلة مختلفة لأجل تحصيل معان مقصودة للمتكلم.
مثل تحويل ضَرْبٍ إلى: ضَرَبَ، ويَضْرِبُ، واضْرِبْ، وضَارِبٍ، ومَضْرُوبٍ.
فـ ( ضَرْبٌ ) هو الأصل الواحد، وضَرَبَ ويَضْرِبُ وما بعدها هي الأمثلة المختلفة التي خرجت من ذلك الأصل.
وهذه العملية هي ما نسميها بالاشتقاق وهو: أخذ لفظ من لفظ آخر كأخذ ضَرَبَ مِن ضَرْبٍ، فـ ( ضَرَبَ، ويَضْرِبُ، واضْرِبْ، وضَارِبٍ، ومَضْرُوبٍ ) مشتقة ومأخوذة ومنتزعة مِن ( ضَرْبٍ ).
والأصل الواحد المراد به هنا هو المصدر وهو: ما دلَّ على مَعنى الفعلِ واشتمل على أحرفِه منْ غَيرِ زَمنٍ.
مثل: ضَرْب فهو مصدر للفعل ضَرَبَ، والمصدر والفعل بمعنى واحد فكلاهما يدل هنا على وقوع شيء على شيء آخر، ولكن الفرق بينهما هو خلو المصدر من الزمن واشتمال الفعل على الزمن، فضَرَبَ يدل على الضرب الواقع في الزمن الماضي ويَضْرِبُ يدل على الضرب في زمن حال أو مستقبل، وأما الضرب فهو يدل على نفس الحدث والفعل من غير زمن، وكما تلاحظ فإن المصدر يشتمل على نفس أحرف الفعل وهي هنا ( ض- ر- ب ).
واعتاد الصرفيون أن يأتوا بالمصدر بعد الماضي والمضارع فيقع ثالثا فيقال: ضَرَبَ يَضْرِبُ ضَرْبَاً، ونَصَرَ يَنْصُرُ نَصْرَاً، وعَلِمَ يَعْلَمُ عِلْمَاً وهكذا.
والمصادر تكون للفعل الثلاثي والرباعي والخماسي والسداسي. فمصادر الفعل الثلاثي سماعية أي لا ضابط لها وليس لها وزن ثابت مستقر بل يختلف على حسب ما نطقت به العرب فنرجع إلى قواميس اللغة لمعرفة مصدر الفعل المعين.
مثل: ضَرَبَ يَضْرِبُ من الباب الثاني مصدره هو ضَرْب على وزن فَعْل، وجَلَسَ يَجْلِسُ من نفس الباب مصدره هو جُلُوْس على وزن فُعُول.
ومثل: عَلِمَ يَعْلَمُ من الباب الرابع مصدره هو عِلْم على وزن فِعْل، وفَرِحَ يَفْرَحُ من نفس الباب مصدره هو فَرَح على وزن فَعَل.
ومثل: كَرُمَ يَكْرُمُ من الباب الخامس مصدره هو كَرَم على وزن فَعَل، وسَهُلَ يَسْهُلُ من نفس الباب مصدره هو سُهُولَة على وزن فُعُولَة.
وأما مصادر الفعل غير الثلاثي سواء أكان مجردا أو مزيدا فيه فهي قياسية أي لها وزن محدد يمكن القياس عليه من دون الرجوع إلى القواميس.
فوزن مصدر الرباعي المجرد هو فَعْلَلَة نحو دَحْرَجَ يُدَحْرِجُ دَحْرَجَةً، وزَلْزَلَ يُزَلْزِلُ زَلْزَلَةً.
ووزن باب أَفْعَلَ يُفْعِلُ هو إِفْعَال نحو أَكْرَمَ يُكْرِمُ إِكْرَامَاً، وأَخْرَجَ يُخْرِجُ إِخْرَاجَاً.
ووزن باب انْفَعَلَ يَنْفَعِلُ هو انْفِعَال نحو انْكَسَرَ يَنْكَسِرُ انْكِسَارَاً، وانْفَتَحَ يَنْفَتِحُ انْفِتَاحَاً.
ووزن باب اسْتَفْعَلَ يَسْتَفْعِلُ هو اسْتِفْعَال نحو اسْتَخْرَجَ يَسْتَخْرِجُ اسْتِخْرَاجَاً، واسْتَغْفَرَ يَسْتَغْفِرُ اسْتِغْفَارَاً.
وهكذا نجد لكل باب من الرباعي والخماسي والسداسي مصدر له وزن محدد يتأتى القياس عليه.
فاتضح أن الأصل الواحد والمادة الخام هو المصدر ومنه يصدر أمثلة مختلفة كالماضي والمضارع والأمر وغيرها.
فالتصريف يعني أن تأتي إلى المصدر فتصرفه أي تحوله إلى أمثلة مختلفة على حسب المعنى الذي تقصده فإذا أردت أن تدل على حصول المصدر في الزمن السابق أتيت بصيغة الماضي مثل ضَرَبَ وإذا أردت أن تدل على حصول المصدر في زمن الحال أو الاستقبال أتيت بالمضارع مثل يَضْرِبُ، وإذا أردت أن تدل على طلب حصول المصدر أتيت بالأمر مثل اضْرِبْ، وإذا أردت أن تدل على ذات قام بها بالمصدر أتيت باسم الفاعل مثل ضَارِب، وإذا أردت أن تدل على ذات وقع عليها المصدر أتيت باسم المفعول مثل مَضْرُوب وإذا أردت أن تدل على مكان أو زمان حصول المصدر أتيت باسم المكان والزمان مثل مَضْرِب، وإذا أردت أن تدل على الآلة التي حصل فيها المصدر أتيت باسم الآلة مثل مِضْرَب. فهذه هي المشتقات من المصدر التي سنفصل الكلام في الدروس القادمة إن شاء الله. فتلخص أن المصدر هو: ما دل على معنى الفعل واشتمل على أحرفه من غير زمن، وهو سماعي في الفعل الثلاثي، وقياسي في الفعل الرباعي والخماسي والسداسي.

( الأسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما هو المصدر ؟
2- ما معني السماعي والقياسي ؟
3- مثل بمثال من عندك لمصدر سماعي وآخر قياسي ؟

( التمارين )

اذكر مصدر الأفعال الآتية:
( ذَهَبَ- شَكَرَ- أَحْسَنَ- أَرْجَعَ- عَلَّمَ- فَرَّحَ- وَسْوَسَ- انْفَطَرَ- اسْتَفْهَمَ ).
****************************
( الدرس الثاني عشر )

الماضي

قد علمتَ أنّ المصدر هو الأصل الذي تشتق منه أمثلة مختلفة تدل على معان متعددة، وأول تلك المشتقات هي الفعل الماضي.
والفعل الماضي هو: ما دل على حدوث شيء قبل زمن التكلم.
مثل قولكَ: ضَرَبَ زيدٌ عمرًا، فضَرَبَ يدل على وقوع الضرب قبل أن تنطق بهذه الجملة.
والماضي له قسمان:
1- مبني للمعلوم بأن يسندَ الفعل إلى فاعله مثل: ضَرَبَ زيدٌ عمرًا، وهي الصورة الأصلية للفعل فلا يجري تغيير في لفظه.
2- مبني للمجهول بأن يسند الفعل إلى نائب الفاعل مثل: ضُرِبَ عمرٌو.
وصورة الفعل تتغير عند بنائه للمجهول حسب القاعدة الآتية: ( يكسر ما قبل آخره، ويضم كل حرف متحرك قبله ).
مثل: نَصَرَ يبنى للمجهول فيصير: نُصِرَ، فالصاد هو الحرف قبل الأخير تم كسره، وقبل الحرف الأخير يوجد حرف متحرك هو النون فقمنا بضمه فهنا ضممنا الأول وكسرنا ما قبل الآخر.
ومثل: ضَرَبَ، وفَتَحَ، وعَلِمَ تصير بعد بنائها للمجهول: ضُرِبَ، فُتِحَ، عُلِمَ.
ومثل: أَكْرَمَ، نكسر الحرف قبل الأخير وهو الراء، ونضم كل حرف متحرك قبل الراء وهو الهمزة فقط أما الكاف الساكنة فتبقى على حالتها فيصير: أُكْرِمَ.
ومثل: كَرَّمَ يصير: كُرِّمَ، ومثل: دَحْرَجَ يصير: دُحْرِجَ، ومثل: زَلْزَلَ يصير: زُلْزِلَ.
ومثل: اِكْتَسَبَ، نكسر الحرف قبل الأخير وهو السين، ونضم كل حرف متحرك قبل السين وهما: التاء المفتوحة، وهمزة الوصل المكسورة فيصير: اُكْتُسِبَ، ومثله تَعَلَّمَ يصير: تُعُلِّمَ.
ومثل: اِسْتَخْرَجَ، نكسر الحرف قبل الأخير وهو الراء، ونضم التاء المفتوحة وهمزة الوصل المكسورة فيصير: اُسْتُخْرِجَ.
واعتاد الصرفيون أن يذكروا أمثلة لتصريف الفعل الماضي المبني للمعلوم والمجهول مع الضمائر.
والضمير يكون للمتكلم والمخاطب والغائب، للمذكر والمؤنث، والمفرد والمثنى والجمع.
مثال المعلوم: ( نَصَرَ، نَصَرَا، نَصَرُوا ) ( نَصَرَتْ، نَصَرَتَا، نَصَرْنَ ) ( نَصَرْتَ، نَصَرْتُمَا، نَصَرْتُمْ ) ( نَصَرْتِ، نَصَرْتُمَا، نَصَرْتُنَ ) ( نَصَرْتُ، نَصَرْنَا ). 
ومثال المجهول: ( نُصِرَ، نُصِرَا، نُصِرُوا ) ( نُصِرَتْ، نُصِرَتَا، نُصِرْنَ ) ( نُصِرْتَ، نُصِرْتُمَا، نُصِرْتُمْ ) ( نُصِرْتِ، نُصِرْتُمَا، نُصِرْتُنَ ) ( نُصِرْتُ، نُصِرْنَا ). 
وقس على هذا نظائره من بقية الأبواب مثل: أَكْرَمَ، وتَعَلَّمَ، واسْتَخْرَجَ.
فتلخص أن الفعل الماضي هو: ما دل على حدوث شيء قبل زمن التكلم، وهو قسمان: مسند للفاعل ويسمى مبنيا للمعلوم، ومسند لنائب الفاعل ويسمى مبنيا للمجهول، وإذا بني للمجهول كسر ما قبل آخره، وضم كل حرف متحرك قبله.

( الأسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما هو الفعل الماضي وما هي أقسامه ؟
2- كيف تصير صورة الفعل عند بنائه للمجهول ؟
3- مثل بمثال من عندك لفعل مبني للمعلوم وآخر مبني للمجهول ؟

( التمارين 1 )

ابن الأفعالَ الآتية للمجهول:
( شَكَرَ- وَرِثَ- أَخْرَجَ- فَهَّمَ- وَسْوَسَ- تَحَمَّلَ - اِسْتَغْفَرَ ).

( التمارين 2 )

صرف الأفعال التالية مع الضمائر في حالة بنائها للمعلوم، وحالة بنائها للمجهول:
( ضَرَبَ- بَعْثَرَ- تَصَفَّحَ- اِسْتَقْدَمَ ).
**********************
( الدرس الثالث عشر )

المضارع

قد علمتَ أن الفعل الماضي يشتق من المصدر، وأنه يبنى للمعلوم وللمجهول، ونريد أن نبين كيف يشتق المضارع.
فيؤخذ الفعل المضارع من الماضي بزيادة أحد أحرف المضارَعَة في أول الماضي وهي مجموعة بكلمة أَنيتُ ( أ- ن- ي- ت ) مثل: ( ضَرَبَ : أَضْرِبُ- نَضْرِبُ- يَضْرِبُ- تَضْرِبُ ).
والفعل يكون ثلاثيا مثل: نَصَرَ ورباعيا مثل أَكْرَمَ ودَحْرَجَ، وخماسيا مثل انكسرَ وسداسيا مثل استخرجَ أي بحسب عدد أحرف ماضيه، فنريد أن نبين كيفية ضبط حركة الفعل المضارع مع كل قسم:
أولا: مع الثلاثي: 1- نفتح أحرف المضارعة، 2- نسكن فاء الفعل، 3- نتبع في عين الفعل السماع فلا ضابط لها.
مثل: ( نَصَرَ ) فلكي نستخرج منه المضارع نضيف أحد أحرف أنيت مفتوحة فيصير: ( أَنصر ) ثم نسكن فاء الفعل وهي النون هنا فيصير: ( أَنْصر ) ثم ننظر الوارد عن العرب في حركة الصاد باستعمال القواميس فنجدهم قد نطقوا بها مضمومة فنضمها تبعا لهم فيصير ( أَنْصُر ) وأما حركة الحرف الأخير فهي تتبع قواعد النحو فيرفع المضارع ما لم يدخل عليه ناصب أو جازم.
ومثل: ( ضَرَبَ ) نطبق الخطوات السابقة فيصير ( يَضْرِب ) ويلاحظ أن حركة عين الفعل الراء هي الكسرة.
ومثل: ( فَتَحَ ) مضارعه ( تَفْتَح ) ويلاحظ أن حركة عين الفعل التاء الفتحة وذلك تبعا للسماع الوارد عن العرب.
مثال: قال الله تعالى: ( إيَّاكَ نَعْبُدُ ) والماضي هو ( عَبَدَ ) فأضيف حرف المضارعة النون مفتوحة، وسكِّنت الفاء، وضمت العين للسماع فصار ( نَعْبُد ) فالفعل عَبَدَ نَعْبُد من الباب الأول.
ثانيا: مع الرباعي أي مع الفعل الذي على 4 أحرف سواء أكان ثلاثيا مزيدا عليه بحرف أو رباعيا مجردا نتبع التالي: 1- نضم أحرف المضارعة، 2- نكسر الحرف قبل الأخير، 3- نبقي بقية الأحرف على ما كانت عليه في الماضي.
مثل: ( قَدَّمَ ) ولأخذ المضارع منه نضيف أحد أحرف المضارع مضمومة فيصير ( أُقدّم ) ثم نكسر الحرف قبل الأخير وهو الدال الثانية فيصير ( أُقدِّم ) بقيت عندنا حركة القاف فتفتح تبعا للماضي وحركة الأخير تابعة للعامل.
ومثل: ( شَاْرَكَ ) مضارعه ( نُشَاْرِك ) فضم حرف المضارعة النون، وكسر الحرف قبل الأخير الراء والبقية كالماضي.
ومثل: ( دَحْرَجَ ) مضارعه ( نُدَحْرِج ).
مثال: قال الله تعالى: ( الذي يُوَسْوِسُ في صدورِ الناسِ ) والماضي هو ( وَسْوَسَ ) وهو على أربعة أحرف فأضيف حرف المضارعة الياء مضمومة وكسر الحرف قبل الأخير السين، وحافظت البقية على صورة الماضي ( يُوَسْوِس ).
ثالثا: مع الفعل الخماسي والسداسي: 1- نفتح أحرف المضارعة، 2- نكسر الحرف قبل الأخير ما لم يكن في أول الماضي تاء زائدة، 3- نبقي بقية الأحرف على نفس ما كانت عليه في الماضي.
مثل: ( اِنْطَلَقَ ) فهذا فعل خماسي لأنه على 5 أحرف فإذا أردنا استخراج المضارع منه أضفنا أحد أحرف المضارعة مفتوحة فيصير ( يَنطلق ) ثم نكسر الحرف قبل الأخير فيصير ( يَنطلِق ) ثم نستجلب نفس حركات وسكنات الماضي لبقية الأحرف فيصير ( يَنْطَلِق ).
ومثل: ( تَقَدَّمَ ) فهذا فعل خماسي مبدوء بتاء زائدة لأن أصله قدم، فإذا أردنا المضارع أضفنا أحد أحرف المضارعة مفتوحة، وحافظنا على صورة الماضي فيصير ( يَتَقَدَّمُ )، فالفعل المبدوء بتاء زائدة يبقى ما قبل آخره مفتوحا.
ومثل: ( اِسْتَخْرَجَ ) فهذا فعل سداسي لأنه على 6 أحرف فإذا أردنا استخراج المضارع منه أضفنا أحد أحرف المضارعة مفتوحة فيصير ( نَستخرج ) ثم نكسر الحرف قبل الأخير فيصير ( نَستخرِج ) ثم نستجلب نفس حركات وسكنات الماضي لبقية الأحرف فيصير ( نَسْتَخْرِج ).
مثال: قال الله تعالى: (ويَسْتَأْذِنُ فريقٌ منهم النبيَّ ) والماضي هو ( اِسْتَأْذَنَ) وهو على ستة أحرف فأضيف حرف المضارعة الياء مفتوحة، وكسر الحرف قبل الأخير الذال، وحافظت البقية على نفس صورة الماضي ( يَسْتَأْذِنُ ).
وهنا مسألة وهي: إذا كان الماضي الرباعي والخماسي والسداسي مبدوءاً بهمزة زائدة حذفت في المضارع.
مثل: ( أَكْرَمَ ) وهذا فعل رباعي مبدوء بهمزة زائدة فيكون مضارعه ( يُكْرِم ) أي نطبق نفس الخطوات السابقة في الرباعي مع حذف الهمزة الزائدة والأصل ( يُؤَكْرِم ) فصار ( يُكْرِم ).
ومثل: ( أَخْرَجَ ) يصير ( يُخْرِج ) والأصل ( يُؤَخْرِج )، ومثل (أَحْسَنَ ) يصير ( يُحْسِن ) والأصل ( يُؤَحْسِن ).
ومثل: ( اِنْطَلَقَ ) وهذا خماسي يصير ( يَنْطَلِق ) فنحذف همزة الوصل في المضارع.
ومثل: ( اِسْتَخْرَجَ ) يصير ( يَسْتَخْرِج ) فنحذف همزة الوصل في المضارع.
مثال: قال الله تعالى: (يَسْأَلُوْنَكَ ماذا يُنْفِقُوْنَ) فالفعل المضارع يسألونَ من الأفعال الخمسة، والماضي هو ( سَأَلَ ) وهذا ثلاثي فيكون المضارع منه ( يَسْأَل ) ثم أسند للجماعة فصار ( يَسْأَلُوْنَ ).
والفعل يُنفقونَ من الأفعال الخمسة أيضا والماضي هو ( أَنْفَقَ ) وهذا رباعي مبدوء بهمزة زائدة فتحذف في المضارع ويصير ( يُنْفِق ) والأصل ( يُؤَنْفِق ) فحذفت منه الهمزة فأصل (يُنْفِقُوْنَ ) هو ( يُؤَنْفِقُوْنَ ).
فتلخص أن المضارع يؤخذ من الماضي بزيادة أحد أحرف المضارعة التي تكون مفتوحة في الثلاثي والخماسي والسداسي، ومضمومة في الرباعي، ثم إن كان الماضي ثلاثيا أسكنت فاؤه وأتبعت عينه السماع، وإن كان رباعيا كسر ما قبل آخره، وكذلك إذا كان خماسيا أو سداسيا إلا إذا بدأ بتاء زائدة،وتحذف الهمزة الزائدة من أول الماضي.

( الأسئلة )

1- في ضوء ما تقدم كيف يصاغ المضارع من الماضي الثلاثي ؟
2- كيف يصاغ المضارع من الماضي الرباعي والخماسي والسداسي ؟
3- مثل بمثال مِن عندك لأربعة أفعال مضارعة كل واحد منها مأخوذ من قسم من الأفعال ؟

( التمارين )

استخرج مضارع الأفعال التالية وبين الخطوات مع كل فعل:
( أَكَلَ- قَرَأَ- أَرْسَلَ- اِسْتَمَعَ- تَعَلَّمَ- اِسْتَفْهَمَ- جَاْهَدَ- اِسْتَبَقَ ).
******************
( الدرس الرابع عشر )

الأمر

قد علمتَ أن المضارع يؤخذ من الماضي بزيادة أحد أحرف أنيت، ونريد أن نبين كيفية الحصول على فعل الأمر.
فالأمر يشتق ويؤخذ من المضارع بحذف أحرف المضارعة ، ثم بعدها ننظر فإن كان ما بعد أحرف المضارعة ساكنا أضفنا الهمزة، وإن كان ما بعدها متحركا لم نحتج للهمزة، ثم نبني آخره.
مثل ( تَضْرِبُ ) نحذف حرف المضارعة التاء فيصير ( ضْرِبُ ) وبما أن الحرف الذي بعد حرف المضارعة ساكنا ندخل همزة الوصل في أوله فيصير ( اضْرِبُ ) ثم نبني آخره على السكون فيصير ( اضْرِبْ).
ومثل ( تَدْعُو ) نحذف حرف المضارعة فيصير ( دْعُو ) ثم ندخل همزة الوصل فيصير ( ادْعُو) ثم نبني آخره على حذف حرف العلة فيصير ( ادْعُ). 
ومثل ( تُشَارِكُ ) نحذف حرف المضارعة التاء فيصير ( شَارِكُ ) ولا نحتاج لإضافة الهمزة لأن الحرف الذي بعد حرف المضارعة الشين متحرك، ثم نبني آخره على السكون فيصير ( شَارِكْ ). 
ومثل (تَذْهَبَانِ ) نحذف حرف المضارعة التاء فيصير ( ذْهَبَانِ ) ثم ندخل همزة الوصل فيصير ( اذْهَبَانِ) ثم نبني آخره على حذف النون فيصير ( اذْهَبَاْ ). 
ومثل ( تُكْرِمُ ) نحذف حرف المضارعة التاء فيصير ( كْرِمُ ) ثم نأتي بالهمزة في أوله فيصير ( أكْرِمُ ) ثم نبني آخره على السكون فيصير ( أَكْرِمْ). 
بقي أن نعرف أمرا وهو حركة الهمزة التي تجتلب ما هي؟ فهل نقول اِضْرِبْ أو اَضْرِبْ أو اُضْرِبْ ؟ 
والجواب هو: أننا ننظر فإن كان الفعل من باب أَفْعَلَ أي من الثلاثي المزيد في أوله همزة فتكون الهمزة مفتوحة مثل: أَكْرِمْ - أَخْرِجْ- أَحْسِنْ، والماضي هو: أَكرمَ وأَخْرجَ وأَحسنَ أي من باب أَفْعَلَ.
وذلك لأن الفعل أكرمَ قد حذفت همزته في المضارع فصار تُكْرِم وعند اشتقاق الأمر ترد له همزة القطع المفتوحة.
وإن كانت عين مضارعه مضمومة فتضم همزة الوصل مثل: تَنْصُرُ فالصاد منه مضمومة فنقول اُنصُرْ، ومثل تَكتُبُ فالأمر منه اُكتُبْ، ومثل تَسجُد فالأمر اُسجُدْ.
وما عدا ذلك تكسر الهمزة مثل تَضْرِبُ الأمر منه اِضْرِبْ، وتَفتَحُ الأمر منه اِفتَحْ، وتَنطَلِقُ الأمر منه اِنطلِقْ وتَستَخرِجُ الأمر منه اِستَخرِجْ.
مثال: قال الله تعالى: ( اِهْدِنَا الصراطَ المستقيمَ ) فالمضارع هو ( تَهْدِي ) يحذف حرف المضارعة فيصير (هْدِي ) ثم تجلب همزة الوصل مكسورة لأن عين الفعل ليست مضمومة فيصير ( اِهْدِي ) ثم يبنى آخره بحذف حرف العلة فيصير ( اِهْدِ ) ثم أدخل عليه ضمير الجمع نا فصار ( اِهْدِنَا ).
مثال: قال الله تعالى: ( اِتَّقُوْا اللهَ ) فالمضارع هو ( تَتَّقُوْنَ ) يحذف حرف المضارعة فيصير ( تَّقُوْنَ) والشدة تعني حرفين أولهما ساكن والثاني متحرك، فتجلب همزة الوصل المكسورة لأن المضارع هو يتقِي وعينه ليست مضمومة فيصير ( اِتَّقُوْنَ ) ثم يبنى آخره على حذف النون فيصير ( اِتَّقُوْا ).
مثال: قال الله تعالى: ( أَنْفِقُوْا مِما رزقناكُم ) فالمضارع هو (تُنْفِقُوْنَ) يحذف حرف المضارعة فيصير ( نْفِقُوْنَ ) ثم ترجع له همزة القطع المفتوحة لأنه من باب أَفْعَلَ أَنْفَقَ يُنْفِقُ فيصير ( أَنْفِقُوْنَ ) ثم يبنى فيصير ( أَنْفِقُوْا ).
مثال: قال الله تعالى: ( اُقْتُلُوْا يوسفَ ) فالمضارع هو ( تَقْتُلُوْنَ ) يحذف حرف المضارعة فيصير ( قْتُلُوْنَ ) ثم تجلب همزة الوصل مضمومة لأن عين مضارعه مضمومة يَقْتُل فيصير ( اُقْتُلُوْنَ ) ثم يبنى فيصير ( اُقْتُلُوْا ). 
مثال: قال الله تعالى: ( وقَاْتِلُوْا في سبيلِ اللهِ ) فالمضارع هو ( تُقَاْتِلُوْنَ ) يحذف حرف المضارعة فيصير (قَاْتِلُوْنَ ) ثم يبنى فيصير ( قَاْتِلُوْا ).
فتلخص أن الأمر يؤخذ من المضارع بحذف حرف المضارعة منه ثم إن كان الحرف الأول بعد حرف المضارعة متحركا فلا حاجة للهمزة وإن كان ساكنا احتجنا للهمزة، وتكون حركة هذه الهمزة الفتح في باب أفعل وهي همزة قطع، والضم إن كان عين المضارع مضموما والكسر فيما عدا ذلك والهمزة فيهما همزة وصل.

( الأسئلة )

1- كيف يشتق الأمر ؟
2- لماذا كانت الهمزة مفتوحة في الأمر من باب أفعل ؟
3- مثل بمثال من عندك لأفعال أمر مأخوذة من مضارع ثلاثي ورباعي وخماسي وسداسي ؟

( التمارين )

استخرج الأمر مِن الأفعال التالية وبين الخطوات مع كل فعل: 
( يَحْفَظُ- نُجَاهِدُ- يُبَارِكُ- تُصَلِّيْ- يُرْسِلُ- يُبَلِّغُوْنَ- يَشْكُرُ ).
*******************
( الدرس الخامس عشر )

اسم الفاعل

اسم الفاعل هو: اسمٌ مُشْتَقٌ مِنَ المضارعِ المعلومِ للدلالةِ على ذاتٍ قامَ بها المصدرُ.
لاحظ هذه الأمثلة: ( قامَ زيدٌ، زيدٌ قائِمٌ- صَدَقَ الغلامُ، الغلامُ صادِقٌ- سرقَ اللصُّ المتاعَ، اللصُّ سارِقٌ ) تجد الأسماء التالية: ( قائِم- صادِق- سارِق ) تدل على أمرين: المصدر، وفاعله، فقائم يدل على القيام وعلى فاعل القيام، وصادق يدل على الصدق وعلى فاعله والمتصف به، وسارق يدل على السرقة ومن صدر ووقع منه.
ويشتق ويؤخذ اسم الفاعل من الفعل المضارع المبني للمعلوم على التفصيل الآتي:
1- إذا كان الفعل ثلاثيا نصوغ اسم الفاعل منه على وزن ( فَاْعِل ).
مثل: ( كَتَبَ- يَكْتُبُ- كَاتِبٌ ) فكاتب على وزن فاعِل وأصل كاتِب هو يَكْتُب، فحذفنا حرف المضارعَة، وفتحنا الفاء، وزدنا بعدها ألفاً، وكسرنا عينه، أي ( يَكْتُب ) حذفنا حرف المضارعة منه فصار ( كْتُب ) ثم فتحنا الكاف فصار ( كَتُب ) ثم أضفنا الألف بين الفاء والعين فصار ( كَاتُب ) ثم كسرنا العين فصار ( كَاتِب ).
ومثل ذاهِب، ولاعِب، وناجِح، وسامِع، وعامِل، وفاهِم، وغيرها فهذه كلها مأخوذة من أفعال ثلاثية.
مثال: قال الله تعالى: ( مالِكِ يومِ الدِّينِ ) فمالك اسم فاعل يدل على الملك والمتصف به وهو الله سبحانه وتعالى وهو على وزن فاعل لأنه من الفعل ( مَلَكَ يَمْلِكُ ) مِن الباب الثاني.
مثال: قال الله تعالى: ( وما لهم مِن ناصِرينَ ) وهذا اسم فاعل مجموع جمع مذكر سالم على وزن فاعل لأنه من الفعل ( نَصَرَ يَنْصُرُ ) مِن الباب الأول.
2- إذا كان الفعل غير ثلاثي نصوغ اسم الفاعل منه بوضع ميم مضمومة بدل حرف المضارعة وكسر ما قبل الآخر إن لم يكن مكسورا.
مثل: ( أَكْرَمَ - يُكْرِمُ- مُكْرِمٌ ) فمُكرِم اسم فاعل وفعله رباعي وأصله ( يُكْرِم ) فحذفنا حرف المضارعة فيصير ( كْرِم ) ثم وضعنا أوله ميما مضمومة فصار ( مُكْرِم ) وبما أن الحرف قبل الأخير مكسور فقد كفانا أمر كسره.
ومثل: مُتْقِن مأخوذ مِن يُتْقِنُ فحذفنا حرف المضارعة ووضعنا موضعها ميما مضمومة فصار اسم فاعل.
ومثل: مُدَحْرِج مأخوذ مِن يُدَحْرِجُ، ومثل: مُعَلِّم مأخوذ من الفعل المضارع يُعَلِّمُ، ومثل: مُقَاتِل مأخوذ مِن يُقَاتِل.
ومثل: مُتَقَدِّم مأخوذ مِن ( يَتَقَدَّمُ ) وبما أن الحرف قبل الأخير مفتوحا وليس مكسورا فنكسره.
ومثل: مُنْطَلِق مأخوذ من يَنْطَلِقُ، ومُسْتَخْرِج مأخوذٌ من يَسْتَخْرِجُ، وعليه فقِس.
مثال: قال الله تعالى: ( يَوَدُّ المُجْرِمُ لو يَفْتَدِيْ مِن عذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيْهِ ) واسم الفاعل هو مُجْرِم مِن الفعل الرباعي أَجْرَم يُجْرِمُ.
مثال: قال الله تعالى: ( أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خيرٌ أمِ الله ) واسم الفاعل هو مُتَفَرِّق مِن الفعل الخماسي تَفَرَّقَ يَتَفَرَّق، ثم لما اشتق من المضارع مُتَفَرِّق جُمِعَ جمعَ مذكر سالم ( مُتَفَرِّقُوْنَ ).
تنبيه: يصاغ اسم الفاعل مِن الفعل اللازم والفعل المتعدي مثل: ذهبَ فهو لازم واسم الفاعل منه ذاهِب، ومثل ضربَ وهو متعدٍ واسم الفاعل منه ضارِب.
فتلخص أن اسم الفاعل هو: اسمٌ مُشْتَقٌ مِنَ المضارعِ المعلومِ للدلالةِ على ذاتٍ قامَ بها المصدرُ، ويصاغ من الثلاثي على وزن فاعل، ومن غيره على وزن مضارعه مع إبدال حرف المضَارَعة ميماً مضمومةً وكسر ما قبل الآخر.

( الأسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما هو اسم الفاعل ؟
2- كيف يؤخذ اسم الفاعل من الثلاثي وغيره ؟
3- مثل بمثال مِن عندك لاسم فاعل مشتق من ثلاثي وآخر من غيره ؟

( التمارين 1 )

استخرج اسم الفاعل مما يأتي:
( الصابِرينَ والصادقينَ والقانِتينَ والمُنْفِقِينَ والمستغفِرينَ بالأسحارِ- إنا نحنُ نزَّلنا الذكرَ وإنَّا له لحافِظونَ- أولئكَ يَلعَنُهمُ اللهُ ويَلعَنُهمُ اللاعِنونَ- لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِوَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ).

( التمارين 2 )

صُغْ مِن كل فعل مِن الأفعال الآتية اسم فاعل واستعمله في جملة مفيدة:
( أَخلفَ- أعزَّ- تَصَدَّق- أَسْلَمَ- عاهَدَ- نَذَرَ- زَرَعَ- تَرَفَّقَ- فَهِمَ- شَرِبَ ).
**********************
 الدرس السادس عشر )

اسم المفعول

اسم المفعول هو: اسم مشتق مِنَ المضارعِ المجهول للدلالةِ على ذاتٍ وقع عليها المصدرُ.
لاحظ هذه الأمثلة: ( ضَرَبَ زيدٌ عمرًا، عمرٌو مَضروبٌ- شَرِبَ الغلامُ اللبَنَ، اللبنُ مشروبٌ- سَرَقَ اللصُّ المتاعَ، المتاعُ مَسروقٌ ) تجد الأسماء التالية: ( مضروب- مشروب- مسروق ) تدل على أمرين: المصدر، ومفعوله، فمضروب يدل على الضرب ومَن وقع عليه الضرب، ومشروب يدل على الشرب والشيء الذي شُربَ، ومسروق يدل على السرقة وعلى الشيء المسروق. 
ويشتق ويؤخذ اسم المفعول من الفعل المضارع المبني للمجهول على التفصيل الآتي:
1- إذا كان الفعل ثلاثيا نصوغ اسم المفعول منه على وزن ( مَفْعُوْل ).
مثل: ( كَتَبَ- يُكْتَبُ- مَكْتُوْبٌ ) فمكتوب على وزن مَفْعول وأصل مكتوب هو يُكْتَبُ المبني للمجهول، فحذفنا حرف المضارعَة ووضعنا بدله ميما مفتوحة، فصار ( مَكْتَب ) ثم ضممنا التاء فصار ( مَكْتُب ) ثم أضفنا الواو بين التاء والباء فصار ( مَكْتُوْب ).
ومثل مَكشوف، ومَفتوح، ومَتروك، ومَسموع، ومَعمول، ومَفهوم، وغيرها فهذه كلها مأخوذة من أفعال ثلاثية.
مثال: قال الله تعالى: ( فيها سُرُرٌ مَرْفُوْعَةٌ ) فمرفوعة اسم مفعول يدل على الرفع وعلى الشيء الذي رفع وهو السرر وهو على وزن مفعول لأنه من الفعل الثلاثي ( رَفَعَ يَرْفَعُ) مِن الباب الثالث.
مثال: قال الله تعالى: (إِنَّهُمْ لَهُمُ المَنْصُورُونَ) والمنصورونَ اسم مفعول مجموع جمع مذكر سالم وهو على وزن مفعول لأنه من الفعل الثلاثي ( نَصَرَ يَنْصُرُ ) مِن الباب الأول.
2- إذا كان الفعل غير ثلاثي نصوغ اسم المفعول منه بوضع ميم مضمومة بدل حرف المضارعة.
مثل: ( أَكْرَمَ - يُكْرَمُ- مُكْرَمٌ ) فمُكْرَم اسم مفعول، وفعله رباعي وأصله ( يُكْرَم ) فأبدلنا حرف المضارعة بميم مضمومة فيصير ( مُكْرَم ). 
ومثل: مُتْقَن مأخوذ مِن يُتْقَنُ فأبدلنا حرف المضارعة بميم مضمومة فصار اسم مفعول.
ومثل: مُدَحْرَج مأخوذ مِن يُدَحْرَجُ، ومثل: مُسْتَخْرَج مأخوذٌ من يُسْتَخْرَجُ، وعليه فقِس.
مثال: قال الله تعالى: ( والسَّحَابِ المُسَخَّرِ ) المُسَخَّرَ اسم مفعول مِن الفعل الرباعي سَخَّرَ يُسَخَّرُ.
مثال: قال تعالى: ( في عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ ) مُمَدَّدَة اسم مفعول مِن الفعل الرباعي مَدَّدَ يُمَدَّدُ فهو مُمَدَّدٌ وهيَ مُمَدَّدَةٌ. 
وهنا مسألة نختم بها وهي: أن اسم المفعول لا يصاغ إلا من الفعل المتعدي بخلاف اسم الفاعل فهو يأتي من اللازم والمتعدي، ولصياغة اسم المفعول من الفعل اللازم نحتاج إلى حرف الجر ليقترن به ويتعدَّى بواسطته.
مثل: ذهبَ فهو فعل لازم، ولكي نأخذ منه اسم المفعول نقول مَذْهُوب بِه، ومثل: مرَّ اسم المفعول منه مَمرورٌ بهِ ومثل اِجتمعَ اسم المفعول منه مُجْتَمَعٌ فيه، أي نطبق القواعد السابقة إذا كان ثلاثيا أو غيره ونضيف حرف الجر.
مثال: قال الله تعالى: ( غَيْرِ المَغْضُوْبِ عَلَيْهِمْ ) وهو مِن الفعل الثلاثي غَضِبَ يَغْضَبُ مِن الباب الرابع فإذا بنيناه للمجهول قلنا يُغْضَبُ علَيْهِم ثم يشتق اسم المفعول مَغْضُوْب علَيهِم. 
فتلخص أن اسم المفعول هو: اسم مشتق من المضارع المجهول للدلالة على ذات وقع عليها المصدر، ويشتق من الثلاثي على وزن مفعول ومن غيره على وزن المضارع المبني للمجهول مع إبدال حرف المضارعة ميما مضمومة، ويشتق من اللازم بواسطة الجار.

( الأسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما هو اسم المفعول ؟
2- كيف يؤخذ اسم المفعول من الثلاثي وغيره ؟
3- مثل بمثال مِن عندك لاسم مفعول مشتق من ثلاثي وآخر من غيره ؟

( التمارين 1 )

استخرج اسم المفعول مما يأتي:
( فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ- وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ- وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ - يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوش -إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا ).

( التمارين 2 )

صُغْ مِن كل فعل مِن الأفعال الآتية اسم مفعول واستعمله في جملة مفيدة:
( اِحتَرَمَ- قطَعَ- مَنَعَ- حَرَّمَ- ساعَدَ- عَظَّمَ- قَطَفَ- حَسَدَ- اِسْتَحَبَّ- أَعَدَّ ).
***************
 الدرس السابع عشر )

اسم الزمان والمكان

اسم الزمان والمكان هما: اسْمَانِ مُشْتَقَانِ مِنَ الفِعْلِ المُضَارِعِ للِدَّلَالَةِ عَلَى زَمَانِ وُقُوعِ الفِعْلِ أَوْ مَكَانِهِ.
لاحظ هذا المثال: ( هنا مَجْلِسُ القاضِي ) أي هنا مكان جلوسه، وإذا قلتَ ( مَجْلِسُ القاضي للفصل بين القضايا في الساعة التاسعة صباحًا ) كان المعنى هو أن زمن جلوسه سيكون في هذا الوقت، فكلمة ( مَجْلِس ) مشتقة من الفعل ( يَجْلِسُ ) للدلالة على المكان أو الزمان بصيغة واحدة والذي يحدد المراد هو القرينة. 
ويشتق اسما الزمان والمكان من الفعل المضارع على التفصيل الآتي:
1- إذا كان الفعل ثلاثيا نصوغ اسمي الزمان والمكان منه على وزن ( مَفْعِل ) في حالتين:
أ- إذا كان الفعل مكسور العين في المضارع وكان صحيح الآخر.
ب- إذا كان الفعل مثالا واوياً صحيح الآخر.
مثل: ( جَلَسَ- يَجْلِسُ- مَجْلِس ) فمَجْلِس على وزن مَفْعِل وأصل مَجْلِس هو يَجْلِس، فأبدلنا حرف المضارعة بميم مفتوحة فصار ( مَجْلِس )، ومثل مَضْرِب مأخوذ من يَضْرِبُ أي من مضارع الثلاثي المكسور العين الصحيح الآخر
ومثل: مَنْصِب من ينْصِبُ، ومَعْرِض من يَعْرِضُ، ومَرْجِعْ من يرجِعُ، ومَقْصِد من يقصِدُ، ومَغْرِس مِن يَغْرِسُ.
مثال: قال الله تعالى: (وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا ) ومَعْزِل اسم مكان أي كان ابن نوح في مكان يعزله عن المؤمنين وهو على وزن مَفْعِل لأنه من الفعل ( عَزَلَ يَعْزِلُ ) من الباب الثاني وهو صحيح الآخر.
مثال: قال الله تعالى: (وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ ) والمنازِل اسم مكان مجموع جمع تكسير، مفرده مَنْزِل وهو على وزن مَفْعِل لأنه من الفعل ( نَزَلَ يَنْزِلُ ) مِن الباب الثاني وهو صحيح الآخر. 
ومثل: ( وَعَدَ- يَعِدُ- مَوْعِد ) فمَوْعِد على وزنِ مَفْعِل لأنه مثال واوي أي فاؤه واو صحيح الآخر فآخره الدال وهي حرف صحيح، ومثل ( وَضَعَ يَضَعُ- مَوْضِع ) فالمثال الواوي لا يهم إذا كان مضارعة مكسور العين أو غيره لأنه يكون دائما على وزن ( مَفْعِل ) ومثل: مَوْرِد من وَرَدَ يَرِدُ، ومَوْقِع مِن وَقَعَ يَقَعُ، ومَوْقِف مِن وَقَفَ يَقِفُ.
مثال: قال الله تعالى: (وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئَاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ ) ومَوْطِأ اسم مكان أي لا يدوسون بأقدامهم مكانا يغيظ الكفار، وهو على وزن مَفْعِل لأنه مشتق من مثال واوي صحيح الآخر ( وَطِأَ يَطَأُ ). 
مثال: قال الله تعالى: (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ في مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ) ومَواطِن اسم مكان مجموع جمع تكسير، مفرده مَوْطِن وهو على وزن مَفْعِل لأنه مشتق مِن مثال واوي صحيح الآخر ( وَطَنَ يَطِنُ ). 
2- إذا كان الفعل ثلاثيا نصوغ اسمي الزمان والمكان منه على وزن ( مَفْعَل ) فيما بقي مِن الأفعال الثلاثية.
مثل: ( دَخَلَ يَدْخُلُ- مَدْخَل ) فمَدْخَل على وزن مَفْعَل وأصل مَدْخَل هو يَدْخُل من الباب الأول، فأبدلنا حرف المضارعة بميم مفتوحة وفتحنا ما قبل الآخر فصار ( مَدْخَل ).
ومثل مَذْهَب من ( ذَهَبَ يَذْهَبُ ) من الباب الثالث.
ومثل مَرْمَى معتل الآخر مِن ( رَمَى يَرْمِي ) مِن الباب الثاني، ومثل: مَيْتَم من المثال اليائي ( يَتَمَ يَيْتِمُ ).
مثال: قال الله تعالى: ( فويلٌ للذينَ كفروا مِن مَشْهَدِ يومٍ عظيمٍ ) ومَشْهَد اسم زمان مِن شَهِدَ يَشْهَد من الباب الرابع والمعنى فويل للذين كفروا مِن زمان شهود وحضور يوم عظيم، ويحتمل أن يكونَ مَشْهَد اسم مكان والمعنى فويل للذين كفروا مِن مكان شهود يوم عظيم وهو الموقف يوم القيامة أظلنا الله بظله يومئذ.
مثال: قال الله تعالى: (تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ ) ومَقَاعِد اسم مكان مجموع جمع تكسير، مفرده مَقْعَد وهو على وزن مَفْعَل لأنه من الفعل ( قَعَدَ يَقْعُد ) من الباب الأول.
3- إذا كان الفعل غير ثلاثي فنصوغ اسمي الزمان والمكان على وزن اسم مفعوله.
وحينئذ يشترك اسم المفعول واسم الزمان والمكان في هذه الصيغة والتفريق بينها يكون بحسب السياق والقرائن.
مثل: ( أَكرَمَ- يُكْرَمُ- مُكْرَم ) فمُكْرَم صيغة تحتمل اسم المفعول أو اسم الزمان أو اسم المكان، والتفريق بحسب القرائن، فإذا قلتَ مثلاً: زيدٌ مُكْرَمٌ أي واقع عليه الإكرام فهو هنا اسم مفعول، وإذا قلتَ: سيكونُ هنا مُكْرَمُ الفائزينَ أي مكان إكرام الفائزين، وإذا قلتَ: مُكْرَمُ الفائزينَ غداً صباحاً أي وقت إكرام الفائزين غداً صباحاً.
ومثل: ( أَخرجَ- يُخْرَجُ- مُخْرَج) فمُخْرَج اسم مفعول واسم زمان ومكان.
ومثل: مُخْتَرَق مِن اِخْتَرَقَ يُخْتَرَقُ، مُسْتَشْفَى من استَشْفَى يُسْتَشْفى، ومُقَاتَل من قاتَل يُقَاتَل.
مثال: قال الله تعالى: ( واتَّخِذُوا مِن مَقَام إبراهيمَ مُصَلَّى ) ومُصَلَّى مِن الفعل صَلَّى يُصَلَّى وهو هنا اسم مكان أي اتخذوا من مقام إبراهيم مكانا للصلاة.
مثال: قال الله تعالى: (وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ) ومُرَاْغَم من الفعل الرباعي راغَمَ يُراغَمُ وهو اسم مكان أي يجد في الأرض مكانا يسكن فيه على رُغم أنف قومه الذين هاجر منهم.
فتلخص أن اسمي الزمان والمكان هما: اسمان مشتقان من الفعل المضارع للدلالة على زمان وقوع الفعل أو مكانه، فإذا اشتقا من فعل ثلاثي فيكونان على وزن ( مَفْعِل ) من المضارع المكسور العين الصحيح الآخر، ومن المثال الواوي الصحيح الآخر ويكونان على وزن ( مَفْعَل ) فيما عدا ذلك من الأفعال الثلاثية.
وإذا اشتقا من غير الثلاثي فيكونان على وزن اسم المفعول، وحينئذ يكون التفريق بينها بالقرائن. 

( الأسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما هو تعريف اسمي الزمان والمكان ؟
2- كيف يؤخذ اسما الزمان والمكان من الثلاثي وغيره ؟
3- مثل بمثال مِن عندك لاسمي زمان ومكان مشتقين من ثلاثي ومن غيره ؟

( التمارين 1 )

استخرج أسماء الزمان والمكان فيما يأتي:
( قدْ عَلِمَ كلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ- قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ- وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ - وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا- أرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً).

( التمارين 2 )

صُغْ مِن كل فعل مِن الأفعال الآتية اسم زمان ومكان واستعمله في جملة مفيدة:
( قَدَّمَ- اِسْتَغْفَرَ- دَحْرَجَ- طَلَبَ- رَكِبَ- صَعَدَ- دَبَغَ- وَرِثَ- بَعَثَ- نَصَرَ ).
*************************
 الدرس الثامن عشر )
اسم الآلة
اسم الآلة هو: اسم مشتق من الفعل المضارع للدلالة على آلة الفعل.
مثل: مِبْرَد فهذه الكلمة تدل على الآلة والوسيلة التي يحصل بها البرد، وهو مشتق من الفعل المضارع يَبْرُدُ.
ولاسم الآلة ثلاثة أوزان هي:
أولا: ( مِفْعَل ) مثل: مِبْرَد- مِضْرَب- مِثْقَب- مِنْجَل.
ثانيا: ( مِفْعَال ) مثل: مِنْشَار- مِفْتَاح- مِحْرَاث- مِزْمَار.
ثالثا: ( مِفْعَلَة ) مثل: مِطْرَقَة- مِكْنَسَة- مِرْوَحَة- مِدْفَأَة.
مثال: قال الله تعالى: (مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ) مِشْكَاة على وزن مِفْعَلَة ومعناها فتحة غير نافذة في الجدار يوضع فيها المصباح، ومِصْبَاح على وزن مِفْعَال.
مثال: قال الله تعالى: (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ ) مِنْسَأَة على وزن مِفْعَلة اسم آلة وهي العصا الغليظة التي يتكأ عليها.
بقي أن نعرف مسألة مهمة وهي: أن هذه الأوزان الثلاثة قياسية فيجوز أن نقول في مِبْرَد: مِبْرَاد، ومِبْرَدة، وفي مِفْتَاح: مِفْتَح، ومِفْتَحَة، وفي مِطْرَقَة: مِطْرَق، ومِطْرَاق.
بمعنى أنه حتى لو لم يسمع عن العرب بناء اسم الآلة من هذا الفعل على هذا الوزن فيجوز أن تأتي به، ولكن الأولى والأفضل هو الاقتصار على المسموع من العرب.
فتلخص أن اسم الآلة هو: اسم مشتق من الفعل المضارع للدلالة على آلة الفعل، وله ثلاثة أوزان قياسية هي: مِفْعَل، ومِفْعَال، ومِفْعَلَة.

( الأسئلة )
1-في ضوء ما تقدم ما هو اسم الآلة ؟
2- ما هي أوزان اسم الآلة القياسية ؟
3- مثل بمثال مِن عندك لكل وزن من الأوزان الثلاثة ؟

( التمارين )
صغ اسم الآلة من الأفعال التالية:
( قَلَعَ- لَقَطَ- نَقَرَ- لَعَقَ- سَبَرَ ).
**********************
 الدرس التاسع عشر)

الإدغام

قد علمتَ أن الصرف يبحث في التغييرات المعنوية واللفظية، وقد فرغنا من المعنوية فلنبدأ باللفظية وأولها الإدغام
والإدغام: إدخال حرفٍ بآخر بحيثُ يصيران حرفا واحدا مشددا.
لاحظْ هذه الأمثلة: ( مَدَدَ- مدَّ) ( مَلَلَ- مَلَّ) ( حَطَطَ- حَطَّ ) تجد ثلاثة أفعال كل منها يحتوي على حرفين متماثلين تَمَّ دمجهما معا من أجل تسهيل النطق بهما فصارا ينطقان دفعة واحدة فيقال في مَدَدَ مدَّ، وفي مَلَلَ ملَّ، وفي حَطَطَ حَطَّ، فاتضح أن الشدة علامة على الإدغام الذي قد وقع بين حرفين يكون أولهما ساكنا والثاني متحركا.
وكي تتم عملية الإدغام لا بدَّ من خطوتين: 
الأولى: تسكين الحرف الأول إن كان متحركا مثل: مَدَدَ عند الإدغام نجعل الدال الأولى ساكنة أي يصير مَدْدَ.
الثانية: دمج الحرفين معا مثل: مَدَدَ يصير مَدْدَ ثم يصير مَدَّ.
وعند وزن الكلمة المشددة ينظر إلى الأصل فيقال في وزن ( مدَّ ) فَعَلَ لأن الأصل مَدَدَ، وفي وزن ( يَمُدُّ ) يَفْعُلُ لأن الأصل يَمْدُدُ، فأسكنا الدال الأول وذلكَ بنقل حركتها وهي الضمة إلى الميم الساكنة فصار يَمُدْدُ ثم أدغم الحرفان فصار يَمُدُّ، فاتضح أن تسكين الحرف الأول تارة يكون بحذف حركته إن كان ما قبله متحركا، وتارة يكون بنقل حركته إلى ما قبله إن كان ما قبله ساكنا.
وللإدغام ثلاثة أحكام هي: الوجوب، والجواز، والامتناع.
أولا: الإدغام الواجب أي الذي يتحتم فيه الإدغام ولا يجوز عدمه وذلك في حالتين:
1- أن يكون الحرفان متحركين. مثل مدَّ أصله مَدَدَ فيجب المد ولا يجوز أن تقول مَدَدَ زيدٌ رجلَهُ.
2- أن يكون الحرف الأول ساكنا والثاني متحركا. كما في المصدر تقول رَدَّ يَرُدُّ رَدًّا مثل نَصَرَ يَنْصُرُ نَصْرًا، فرَدٌّ أصله رَدْدٌ فيجب الإدغام لالتقاء حرفين متماثلين أولهما ساكن والثاني متحرك، فهنا لا نحتاج إلى تسكين الحرف الأول لأنه ساكن بالأصل بل نجري عملية الدمج والتشديد مباشرة، ومثل: سَلَّمَ على وزن فعَّل وأصله سَلْلَمَ ومثل كبَّرَ وأصله كَبْبَرَ، ومثل كَرَّمَ وأصله كَرْرَمَ، ومثل عَلَّمَ أصله عَلْلَمَ ثم وقع الإدغام في الجميع. 
مثال: قال الله تعالى: ( وهي تَـمُرُّ مَرَّ السحاب ) وأصل تَـمُرُّ تَـمْرُرُ على وزن تَفْعُلُ فنقلت حركة الراء الأولى إلى الميم فصار تَـمُرْرُ ثم أدغما فصار تَـمُـرُّ والإدغام هنا واجب لالتقاء متحركين، وأصل مَرَّ السحاب وهو المصدر مَرْرَ ثم أدغما والإدغام هنا واجب لالتقاء ساكن بمتحرك. 
مثال قال الله تعالى: (وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ ) تُعِزُّ وزنه تُفْعِلُ لأن الأصلَ تُعْزِزُ مثل تُكْرِمُ، فلما التقى حرفان متماثلان في كلمة واحدة وكانا متحركين وجب إدغامهما، فتم نقل حركة الزاي الأولى إلى العين فصار تُعِزْزُ
ثم أدغمت الزاي الأولى بالزاي الثانية فصار تُعِزُّ، ونفس هذه الخطوات تماما جرت في تُذِلُّ.
ثانيا: الإدغام الجائز أي الذي يجوز فيه الإدغام وعدمه.
وذلك بأن يكون أول الحرفين متحركا و الثاني ساكنا بسكون عارض بسبب الجزم في المضارع أو البناء في الأمر.
مثل: لمْ يَمْدُدْ، فهنا الفعل المضارع مجزوم فسكون الدال الثانية قد عرض على الفعل بسبب دخول الجازم فحينئذ أنت بالخيار فلك أن تفك الإدغام قائلا لمْ يَمْدُدْ، ولك أن تدغم قائلا لمْ يَمُدَّ فالأصل يَمْدُدْ نقلت الضمة إلى الميم فصار يَمُدْدْ فاحتجنا إلى تحريك الدال الثانية فصارَ يَمُدْدَ ثم أدغما فصار يَمُدَّ، ويكون جزمه بالسكون المقدر.
ومثل: اُمْدُدْ وهو فعل مبني على السكون فسكونه عارض فيجوز أن نفك قائلينَ اُمْدُدْ، ويجوز أن ندغم قائلين مُدَّ والأصل اُمْدُدْ نقلت حركة الدال الأولى إلى الميم فصار اُمُدْدْ ثم حذفنا همزة الوصل المضمومة لأنه جيء بها لعدم إمكان الابتداء بالساكن فلما تحرك الحرف الأول الساكن بضمة الدال المنقولة إليه لم يعد لهمزة الوصل داع فصارت مُدْدْ ثم حركنا الدال الثانية فصارَ مُدْدَ ثم أدغما فصار مُدَّ، ويكون بنائه بسكون مقدر.
مثال: قال الله تعالى: (يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ) تَمْسَسْ مضارع مجزوم على وزن تَفْعَلْ بفك الإدغام ويجوز الإدغام في غير القرآن بأن نقول لم تَمَسَّهُ والأصل تَـمْسَسْ نقلت حركة السين الأولى إلى الميم فصار تَمَسْسْ ثم حركت السين الثانية وتم الإدغام فصارت تَـمَسَّ. 
مثال: قال الله تعالى (وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ ) اُضْمُمْ فعل أمر مبني على السكون فسكون الدال الثانية عرض بسبب البناء فجاءت الآية بفك الإدغام ويجوز في غير القرآن أن نقول ضُمَّ يدَكَ فالأصل اُضْمُمْ نقلنا حركة الميم الأولى إلى الضاد فصار اُضُمْمْ ثم استغنينا عن همزة الوصل فصارت ضُمْمْ ثم حركنا الميم الثانية فصارت ضُمَّ.
ثالثا: الإدغام الممتنع أي الذي لا يجوز معه الإدغام، وذلكَ إذا كان أول الحرفين متحركا والثاني ساكنا بسبب اتصال ضمير الفاعل نحو مَدَدْتُ ومَدَدْنا ومَدَدْنَ فهنا يمتنع الإدغام فلا يقال مَدَّتُ، ومثل شَدَدْتَ فلا يقال شَدَّتَ؛ لأن الحرف الأول متحرك والثاني ساكن بسبب اتصال ضمائر الرفع المتحركة به.
مثال قال الله تعالى: (إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ ) أَحْبَبْتُ هنا يمتنع الإدغام بسبب ضمير الرفع فلا يقال: أَحَبَّتُ.
فتلخص أن الإدغام هو: إدخال حرفٍ بآخر بحيثُ يصيران حرفا واحدا مشددا، فإن التقى متحركان أو ساكن بمتحرك وجب الإدغام، وإن التقى متحرك بساكن عرض سكونه بسبب الجزم أو بناء فعل الأمر جاز الإدغام، وإن التقى متحرك بساكن بسبب ضمير الفاعل امتنع الإدغام.
( الأسئلة )

1- في ضوء ما تقدم ما هو الإدغام ؟
2- ما هي أحكام الإدغام ؟
3- مثل بمثال مِن عندك لكل حكم من أحكام الإدغام ؟

( التمارين )

في النصوص التالية كلمات أدغمت وأخرى لم تدغم بيِّن الحكم في ذلك ؟
( ولا تَـمْنُنْ تَسْتَكْثِرْ - ولَكنَّ اللهَ يَمُنُّ على مَن يشاءُ- هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ- سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ- مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ- وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ- وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ- أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ ) .
*********************
( الدرس العشرون )

الإعلال

قد علمت أن الإدغام يقع لغرض لفظي لا معنوي، ومما يقع لغرض لفظي أيضا الإعلال.
والإعلالُ هو: تغييرُ يحدث في أحرف العلة بقلب أو تسكين أو حذف.
لاحظْ معيْ هذه الأمثلة: ( شَاهَدَ زيدٌ البستانَ- شُوْهِدَ البستانُ ) ( حَاكَمَ القاضِي الُمتَّهَمَ- حُوكِمَ المُتَّهَمُ ) ( سَاعَدَ بكرٌ المحتاجَ - سُوعِدَ المحتاجُ ) تجد الأفعال الماضية التالية ( شاهدَ- حاكمَ- ساعدَ ) على وزن فاعَلَ وهي مبنية للمعلوم فإذا أردنا بنائها للمجهول ضممنا الحرف الأول وكسرنا ما قبل الآخر على ما هي القاعدة فحينئذ يحدث تغيير فيها وهو قلب الألف واوا فشَاهَدَ إذا بني للمجهول صار شُاهِدَ فتضطرنا الضمة قبل الألف إلى قلب الألف واوا فيصير شُوهِدَ، فهنا جرى تغيير في الألف بقلبها واوا ولم يكن هذا القلب لغرض معنوي بل لغرض لفظي.
فهذه قاعدة: ( إذا وقعت ضمة قبل الألف قلبت الألفُ واوا ). 
مثال: قال الله تعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ ) فالفعل عاقَبَ إذا بني للمجهول صار عُوقِبَ بقلب الألف واوا.
ولاحِظ هذه الأمثلة أيضا: (يَقُولُ عمروٌ الحقَ- يَقُومُ زيدٌ- يَزِيدُ اللهُ المؤمنينَ إيماناً- يَبِيعُ بكرٌ القِماشَ ) تجد أول فعلين وهما ( يَقُولُ- يَقُومُ ) مِن الباب الأول الذي يكون عين مضارعة مضموما فوزنهما ( يَفْعُلُ ) ولكننا نجد الواو فيهما ساكنةً وليست مضمومة والذي حصل هو أنه تم إسكانها بنقل حركتها إلى الحرف الذي قبلها فأصلُ يَقُولُ هو يَقْوُلُ على وزن يَفْعُل مضموم العين فنقلت ضمة الواو إلى القاف فصار يَقُولُ، وأصل يَقُومُ هو يَقْوُمُ مضموم العين في المضارع فنقلت ضمة الواو إلى القاف فصارَ يَقُومُ، فحين الوزن ننظر إلى الأصل فنقول يَفْعُلُ.
فنصل لنتيجة هي: إذا كانت الواو متحركة وقبلها حرف صحيح ساكن نقلت حركة الواو إلى الحرف الذي قبلها.
وتجد الفعلين التاليين ( يَزِيدُ- يَبِيعُ ) مِن الباب الثاني الذي يكون عين مضارعه مكسورا فوزنهما ( يَفْعِلُ ) ولكننا نجد الياء فيهما ساكنة وليست مكسورة والذي حصل هو أنه تم إسكانها بنقل حركتها إلى الحرف الذي قبلها فأصلُ يَزِيدُ هو يَزْيِدُ على وزن يَفْعِلُ مكسور العين فنقلت كسرة الياء إلى الزاي فصار يَزِيدُ، وأصل يَبِيعُ هو يَبْيِعُ فنقلت كسرة الياء إلى الباء قبلها فصار يَبِيعُ.
فنصل لنتيجة هي: إذا كان الياء متحركة وقبلها حرف صحيح ساكن نقلت حركة الياء إليه. 
فالقاعدة هي: ( تُنقل حركة الواو والياء إلى الساكن الصحيح قبلهما ).
مثال: قال الله تعالى: (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ ) وأَصل يَطُوفُ هو يَطْوُفُ نقلت ضمة الواو إلى الطاء.
مثال: قال الله تعالى: ( فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً ) وأصل يَمِيلُ هو يَمْيِلُ نقلت كسرة الياء إلى الميم.
وأيضا لاحظ هذه الأمثلة: ( وَرِثَ زيدٌ المالَ- يَرِثُ زيدٌ المالَ ) ( وَقَفَ عَمروٌ- يَقِفُ عمروٌ ) ( وَزَنَ بكرٌ الطعامَ- يَزِنُ بكرٌ الطعامَ ) تجد أمرا غريبا قد وقع وهو أن الواو قد حذفت من الأفعال المضارعة ( يَرِثُ- يَقِفُ- يَزِنُ ) فقد علمنا أن الفعل المضارع يشتق من الماضي بنفس حروفه مع زيادة حرف من أحرف أنيتُ، فأصلُ يَرِثُ هو يَوْرِثُ وأصل يَقِفُ هو يَوْقِفُ، وأصل يَزِنُ هو يَوْزِنُ، فلما وقعت الواو بين ياء مفتوحة قبلها وكسرة بعدها ثقلت فحذفت فصارت يَرِثُ ويَقِفُ ويَزِنُ على وزن يَعِلُ فالكلمة إذا حذف منها حرف حذف مقابله في الميزان. 
فهذه قاعدة ( تُحذفُ الواوُ إذا وقعت بين ياءٍ مفتوحةٍ وكسرةٍ ).
مثال: قال الله تعالى: ( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَد ) الفعل يَلِدْ أصلُهُ يَوْلِدْ لأنه مِن وَلَدَ مِن الباب الثاني فلما وقعت الواو بين الياء المفتوحة والكسرة حذفت، والفعل يُولَد مبني للمجهول وقد عادت الواو المحذوفة إليه في المضارع المبني للمعلوم لأن حركة الياء قبله الضمة لا الفتحة.
مثال: قال الله تعالى: ( الذينَ يَصِلُونَ ما أمرَ اللهُ به أن يُوصَل ) الفعل يَصِل أصله يَوْصِل لأنه مِن وَصَلَ فلما وقعت الواو بين الياء المفتوحة والكسرة حذفت، والفعل يُوصَل مبني للمجهول وقد عادت الواو المحذوفة إليه في المضارع المبني للمعلوم لأن حركة الياء قبله الضمة لا الفتحة.
فتلخص أن الإعلال هو: تغيير يحدث في أحرف العلة بقلب أو تسكين أو حذف، فهو على ثلاثة أنواع: قلب وتسكين وحذف، فتقلب الألف واوا إذا وقعت بعد ضمة، وتُنقل حركة الواو والياء إلى الساكن الصحيح قبلهما وتحذف الواو إذا وقعت بين ياء مفتوحة وكسرة.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

جميع الحقوق محفوظه © الدراسات الإسلامية