قال ابن الصلاح : أَمَّا الْحَدِيثُ الصَّحِيحُ: فَهُوَ الْحَدِيثُ الْمُسْنَدُ الَّذِي يَتَّصِلُ إِسْنَادُهُ بِنَقْلِ الْعَدْلِ الضَّابِطِ عَنِ الْعَدْلِ الضَّابِطِ إِلَى مُنْتَهَاهُ، وَلَا يَكُونُ شَاذًّا، وَلَا مُعَلَّلًا.
قال الحافظ العراقي في ألفيته :
ألفية العراقي = التبصرة والتذكرة ت ماهر الفحل (1 / 93):
11 - وَأَهْلُ هَذَا الشَّأْنِ قَسَّمُوا السُّنَنْ ... إلى صَحِيْحٍ وَضَعِيْفٍ وَحَسَنْ12 - فَالأَوَّلُ الْمُتَّصِــــلُ الإسْنَــــــــادِ ... بِنَقْلِ عَـدْلٍ ضَـــابِطِ الْفـــــُؤَادِ13 - عَنْ مِثْلِهِ مِنْ غَيْرِ مَا شُـــــذُوْذِ ... وَعِلَّــةٍ قَادِحَـــــةٍ فَــتُــــــوْذِيقال الحافظ العراقي في ألفيته :
ألفية العراقي = التبصرة والتذكرة ت ماهر الفحل (1 / 93):
المنظومة البيقونية (1 / 7):
5- أوَّلُها الصَّحِيحُ وَهْوَ مَا اتَّصل ... إسْنَادُهُ وَلَمْ يَشُذَّ أَوْ يُعَلْ4 - يَرْوِيهِ عَدْلٌ ضَابِطٌ عَنْ مِثْلِه ... مُعْتَمَدٌ فِي ضَبْطِهِ وَنَقْلِه
أول من حصر قسمة الحديث في ثلاثة أبو سليمان الخطابي في مقدمة "معالم السنن" قال رحمه الله : ثم اعلموا أن الحديث عند أهله على ثلاثة أقسام حديث صحيح وحديث حسن وحديث سقيم . اهـ
(ووجه الحصر أنه إما أن تتوافر شروط القبول أو لا تتوافر، فإن توافرت فإما أن تكون هذه الشروط في الدرجة العليا أو الدنيا، الأول الصحيح والثاني الحسن، وإن لم تتوافر شروط القبول المذكورة في الحد الآتي فالضعيف )شرح ألفية العراقي - عبد الكريم الخضير
الحديث الصحيح هوالذي يجمع الشروط الخمسة التالية:
الأول: اتصال السند.
والثاني: عدالة الرواة.
والثالث: ضبط الرواة.
والرابع: السلامة من العلل المؤثرة.
و الخامس : سلامته من الشذوذ .
وبعضهم جعلها اربعة لدخول الشذوذ في العلل .
شرح هذه الشروط :
1 – اتصال السند : الإسناد كما يقول الحافظ ابن حجر: حكاية طريق المتن، أو الطريق الموصل إلى المتن، و بعبارة واضحة هو: سلسلة الرجال الذين يذكرهم المحدث ابتداءً من شيخه، وانتهاءً بالنبي -عليه الصلاة والسلام-.
و اتصاله هو ان يروي كل راو عمن فوقه ؛ نرمز مثلا لسلسلة الرواة بالأرقام فنقول مثلا حدثنا الرقم واحد قال أخبرنا الرقم اثنان قال حدثنا الرقم ثلاثة عن الرقم أربعة عن الرقم خمسة : الحديث . فإذا سقط رقم من الأرقم الخمسة لم يصح الحديث لعدم الاتصال .
2- عدالة الرواة :
العدالة هي ملكة تحمل الراوي على ملازمة التقوى والمروءة .
والفرق بين الملكة والصفة أن الملكة هي الصفة الراسخة، أما الصفات التي تطرأ وتزول بسرعة فهي صفة وليست بملكة؛ لأن الإنسان يتصف أولاً، ثم يلزم هذه الصفة حتى تكون هيئة راسخة فيعبر عنها بالملكة . والتقوى: فعل المأمورات، واجتناب المحذورات، والمروءة مراعاة الآداب التي يتعارف عليها الناس، مما يحسن ويجمل الاتصاف به، وإن لم يَرِد به شرع.
3- ضبط الرواة : والمعتبر في الضبط أن يكون الراوي حافظاً لحديثه، إما عن ظهر قلب، وإما في كتاب متقن صحيح . وهو الحفظ بحزم، بحيث يتمكن الراوي من الأداء كما سمع متى شاء، والضبط وهو الحفظ يكون بالصدر ضبط صدر، ويكون -أيضاً- بالكتاب، ضبط سطر؛ فهو قسمان ضبط الصدر وضبط السطر .:
في انتظار شرح الاستاذ العمراني للشرطين المتبقيين نحاول تطبيق هذه الشروط الثلاثة على حديث من صحيح البخاري :
قال محمد بن اسماعيل البخاري في صحيحه : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، قال : حدثنا شعبة ، قال : حدثني أبو التياح ، عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " يسروا ولا تعسروا ، وبشروا ، ولا تنفروا " فهذا حديث متصل الاسناد لأن كل راو سمعه ممن فوقه ...
بالرجوع الى تراجم الرواة نجد ان كل راو هو شيخ لمن تحته وتلميذ لمن فوقه ؛ بمعنى اننا نجد في مشايخ البخاري محمد بن بشار و من مشايخ محمد بن بشار يحيى بن سعيد وهكذا سائر الرواة ....و بذلك يكون الشرط الأول وهو اتصال السند متوفرا .
بالنسبة للشرطين الثاني و الثالث ، بالرجوع الى تراجم الرواة نجد التالي :
البخاري محمد بن اسماعيل : قال فيه المزي : إمام هذا الشأن والمقتدى به فيه والمعول على كتابه بين أهل الإسلام . رحل في طلب الحديث إلى سائر محدثي الأمصار ، وكتب بخراسان والجبال ، ومدن العراق كلها ، وبالحجاز ، والشام ، ومصر . وقال الذهبي في الكاشف : الإمام صاحب الصحيح و كان إماما حافظا حجة رأسا في الفقه و الحديث ، مجتهدا ، من أفراد العلم مع الدين و الورع و التأله .
محمد بن بشار : بن عثمان بن داود بن كيسان العبدي أبو بكر البصري بندار . قال فيه الذهبي في الكاشف : الحافظ ، وثقه غير واحد . وقال فيه أحمد بن عبد الله العجلي : بندار بصرى ثقة كثير الحديث ، و كان حائكا .
يحيى بن سعيد : بن فروخ القطان التميمي أبو سعيد البصري الأحول الحافظ يقال : مولى بني تميم ويقال : ليس لأحد عليه ولاء . قال الذهبي في الكاشف : الحافظ الكبير ، كان رأسا في العلم والعمل ، قال أحمد : ما رأيت مثله ، وقال بندار : أنبأنا إمام أهل زمانه يحيى القطان اهـ. وقال ابن حجر في التقريب : ثقة متقن حافظ إمام قدوة .
شعبة بن الحجاج : بن الورد العتكي الأزدي أبو بسطام الواسطي ، قال عنه الذهبي في الكاشف : أمير المؤمنين فى الحديث ، ثبت حجة و يخطىء فى الأسماء قليلا ، وقال فيه ابن حجر في التقريب : ثقة حافظ متقن ، كان الثورى يقول هو أمير المؤمنين فى الحديث .
أبو التياح : يزيد بن حميد الضبعي البصري قال عنه الذهبي في الكاشف : أحد الأئمة ، ثقة عابد وقال عنه أحمد بن حنبل : ثبت ثقة ثقة .
انس بن مالك رضي الله عنه : صحابي . و الصحابة كلهم عدول .
اذن رواة هذا الحديث توفرت فيهم العدالة و الضبط ، وبالتالي هذا الحديث متصل الإسناد بنقل العدل الضابط عن مثله الى منتهاه ؛ و بالرجوع الى كتب العلل و شروح الحديث نجد هذا الحديث ليس بشاذ و لا معلل فهو مثل من أمثلة االصحيح .
(ووجه الحصر أنه إما أن تتوافر شروط القبول أو لا تتوافر، فإن توافرت فإما أن تكون هذه الشروط في الدرجة العليا أو الدنيا، الأول الصحيح والثاني الحسن، وإن لم تتوافر شروط القبول المذكورة في الحد الآتي فالضعيف )شرح ألفية العراقي - عبد الكريم الخضير
الحديث الصحيح هوالذي يجمع الشروط الخمسة التالية:
الأول: اتصال السند.
والثاني: عدالة الرواة.
والثالث: ضبط الرواة.
والرابع: السلامة من العلل المؤثرة.
و الخامس : سلامته من الشذوذ .
وبعضهم جعلها اربعة لدخول الشذوذ في العلل .
شرح هذه الشروط :
1 – اتصال السند : الإسناد كما يقول الحافظ ابن حجر: حكاية طريق المتن، أو الطريق الموصل إلى المتن، و بعبارة واضحة هو: سلسلة الرجال الذين يذكرهم المحدث ابتداءً من شيخه، وانتهاءً بالنبي -عليه الصلاة والسلام-.
و اتصاله هو ان يروي كل راو عمن فوقه ؛ نرمز مثلا لسلسلة الرواة بالأرقام فنقول مثلا حدثنا الرقم واحد قال أخبرنا الرقم اثنان قال حدثنا الرقم ثلاثة عن الرقم أربعة عن الرقم خمسة : الحديث . فإذا سقط رقم من الأرقم الخمسة لم يصح الحديث لعدم الاتصال .
2- عدالة الرواة :
العدالة هي ملكة تحمل الراوي على ملازمة التقوى والمروءة .
والفرق بين الملكة والصفة أن الملكة هي الصفة الراسخة، أما الصفات التي تطرأ وتزول بسرعة فهي صفة وليست بملكة؛ لأن الإنسان يتصف أولاً، ثم يلزم هذه الصفة حتى تكون هيئة راسخة فيعبر عنها بالملكة . والتقوى: فعل المأمورات، واجتناب المحذورات، والمروءة مراعاة الآداب التي يتعارف عليها الناس، مما يحسن ويجمل الاتصاف به، وإن لم يَرِد به شرع.
3- ضبط الرواة : والمعتبر في الضبط أن يكون الراوي حافظاً لحديثه، إما عن ظهر قلب، وإما في كتاب متقن صحيح . وهو الحفظ بحزم، بحيث يتمكن الراوي من الأداء كما سمع متى شاء، والضبط وهو الحفظ يكون بالصدر ضبط صدر، ويكون -أيضاً- بالكتاب، ضبط سطر؛ فهو قسمان ضبط الصدر وضبط السطر .:
في انتظار شرح الاستاذ العمراني للشرطين المتبقيين نحاول تطبيق هذه الشروط الثلاثة على حديث من صحيح البخاري :
قال محمد بن اسماعيل البخاري في صحيحه : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، قال : حدثنا شعبة ، قال : حدثني أبو التياح ، عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " يسروا ولا تعسروا ، وبشروا ، ولا تنفروا " فهذا حديث متصل الاسناد لأن كل راو سمعه ممن فوقه ...
بالرجوع الى تراجم الرواة نجد ان كل راو هو شيخ لمن تحته وتلميذ لمن فوقه ؛ بمعنى اننا نجد في مشايخ البخاري محمد بن بشار و من مشايخ محمد بن بشار يحيى بن سعيد وهكذا سائر الرواة ....و بذلك يكون الشرط الأول وهو اتصال السند متوفرا .
بالنسبة للشرطين الثاني و الثالث ، بالرجوع الى تراجم الرواة نجد التالي :
البخاري محمد بن اسماعيل : قال فيه المزي : إمام هذا الشأن والمقتدى به فيه والمعول على كتابه بين أهل الإسلام . رحل في طلب الحديث إلى سائر محدثي الأمصار ، وكتب بخراسان والجبال ، ومدن العراق كلها ، وبالحجاز ، والشام ، ومصر . وقال الذهبي في الكاشف : الإمام صاحب الصحيح و كان إماما حافظا حجة رأسا في الفقه و الحديث ، مجتهدا ، من أفراد العلم مع الدين و الورع و التأله .
محمد بن بشار : بن عثمان بن داود بن كيسان العبدي أبو بكر البصري بندار . قال فيه الذهبي في الكاشف : الحافظ ، وثقه غير واحد . وقال فيه أحمد بن عبد الله العجلي : بندار بصرى ثقة كثير الحديث ، و كان حائكا .
يحيى بن سعيد : بن فروخ القطان التميمي أبو سعيد البصري الأحول الحافظ يقال : مولى بني تميم ويقال : ليس لأحد عليه ولاء . قال الذهبي في الكاشف : الحافظ الكبير ، كان رأسا في العلم والعمل ، قال أحمد : ما رأيت مثله ، وقال بندار : أنبأنا إمام أهل زمانه يحيى القطان اهـ. وقال ابن حجر في التقريب : ثقة متقن حافظ إمام قدوة .
شعبة بن الحجاج : بن الورد العتكي الأزدي أبو بسطام الواسطي ، قال عنه الذهبي في الكاشف : أمير المؤمنين فى الحديث ، ثبت حجة و يخطىء فى الأسماء قليلا ، وقال فيه ابن حجر في التقريب : ثقة حافظ متقن ، كان الثورى يقول هو أمير المؤمنين فى الحديث .
أبو التياح : يزيد بن حميد الضبعي البصري قال عنه الذهبي في الكاشف : أحد الأئمة ، ثقة عابد وقال عنه أحمد بن حنبل : ثبت ثقة ثقة .
انس بن مالك رضي الله عنه : صحابي . و الصحابة كلهم عدول .
اذن رواة هذا الحديث توفرت فيهم العدالة و الضبط ، وبالتالي هذا الحديث متصل الإسناد بنقل العدل الضابط عن مثله الى منتهاه ؛ و بالرجوع الى كتب العلل و شروح الحديث نجد هذا الحديث ليس بشاذ و لا معلل فهو مثل من أمثلة االصحيح .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire